أظهرت وثيقة عسكرية مسربة استعدادات حثيثة لتنظيم مناورات عسكرية كبيرة مشتركة بين الجيشين الفرنسي والمغربي، قرب الحدود الجزائرية، بداية الخريف القادم، بمشاركة وحدات من الطيران العسكري الفرنسي وعدة آلاف من الجنود والضباط من الجيشين، ومئات الآليات الحربية من مختلف الأصناف.
المناورات التي تحمل اسم “شركي 2025” تأتي في توقيت حساس، في ظل تكثيف اليمين المتطرف والمتنفذ في الحكومة الفرنسية، حملته ضد الجزائر.
كما أن هذه المناورات الجوية البرية تقام على مستوى “المنطقة العسكرية الشرقية” في الجيش المغربي، الواقعة بجنب الحدود الجنوبية للجزائر ، وجرى استحداث هذه المنطقة مؤخرا في الهيكلة العسكرية المغربية، بالضبط في يناير 2022، مع تعيين قيادتها وهيئة أركانها في مدينة الراشيدية، وتمتد من إقليم الراشدية جنوبا، إلى البحر الأبيض المتوسط على شواطئ مدينة السعيدية في إقليم بركان، على طول 600 كيلومتر من الحدود مع الجزائر.
• تفاصيل الوثيقة المسربة
الوثيقة المؤرخة في شهر ماي 2024 صادرة عن الكتيبة السادسة – آليات، موجهة إلى رئيس المكتب الرابع في الجيش المغربي، تحمل عنوان “المناورات الجوية البرية المشتركة بين الجيشين الفرنسي والجوي “شركي-2025”.
وتكشف الوثيقة انعقاد اجتماع تخطيطي أولي (IPM) للتمرين الجوي البري “شركي-2025” في مدينة سلا، وحضر الاجتماع ممثلون عن الجيشين الفرنسي والمغربي، بما في ذلك المكاتب الثاني والثالث والرابع والخامس، مصلحتي الاستخبارات والأمن و الاستخبارات العسكرية، ومفتشي المشاة، والأسلحة المدرعة،والمدفعية، والهندسة، وأسلحة القطارات، وأجهزة الإرسال، والصحة.
وتسرد الوثيقة النتائج التي وصل إليها الاجتماع، وأبرزها “التنسيق مع القوات الفرنسية بشأن الموارد البشرية والمادية المتوقعة في التمرين” و أيضا “تحديد التاريخ التقريبي للتمرين بداية من 22 سبتمبر 2025” كما جرى تحديد مكان تنظيم هذه المناورات العسكرية في منطقتي “رحمة الله” و “أفردو” التابعتين لإقليم الراشيدية، والواقعة على مرمى الحدود الجزائرية.
وجرى في الاجتماع أيضا تحديد التسلسل الزمني لأنشطة المناورات، ووضع الترتيبات المتعلقة بالاحتياجات اللوجستية بما فيها السكن والمعيشة والوقود والذخيرة والتنقل والنقل والصحة والوسائل الفنية التي سيتم نشرها.
• جيوش أجنبية في المنطقة
و في السنوات الأخيرة رفع المغرب وتيرة استقدام جيوش أجنبية إلى المنطقة الحدودية مع جيرانه، في شكل مناورات أو اتفاقيات للدعم العسكري، مع دولة الاحتلال الإسرائيلي ومع دول غربية أخرى أبرزها فرنسا، كما نفذ عدة عمليات عسكرية خارج حدوده، انتهى بعضها بقصف شاحنتين جزائريتين وقتل ثلاثة من المواطنين الجزائريين قرب الحدود الجزائرية الموريتانية.
واحتجت الجزائر على هذه الاعتداءات، وكثف الجيش من عمليات الرصد والمراقبة للحدود معلنا عن رفع جاهزيته تحسبا لأس انزلاق ينتهك حرمة التراب الوطني، مع تنظيم مناورات عسكرية قتالية برية وجوية وبحرية.