وثائق أممية تكشف: ضباط المغرب في القبعات الزرق استغلوا جنسيا نساء وقصرا في دول أفريقية

تكشف وثائق مسربة من الأمم المتحدة ووزارة الخارجية المغربية تورط ضباط كبار في الجيش المغربي، منذ سنة 2011، في اعتداءات جنسية واغتصاب لنساء افريقيات في دول يشارك فيها الجيش المغربي في بعثات القبعات الزرق التي تديرها الأمم المتحدة لحفظ السلام.
مراسلة من البعثة المغربية في الأمم المتحدة إلى وزارة الخارجية في الرباط تذكر بالاسم والصفة ضابط سام برتبة رائد يسمى مولاي العلوي ويعمل كملاحظ عسكري في بعثة حفظ السلام الأممية في الكونغو، وتتهمه بالاعتداء والاستغلال الجنسي لنساء من الكونغو، وتطالب الأمم المتحدة الرباط باتخاذ إجراءات ضده بمجرد نهاية التحقيق، ويحمل عديد المنحدرين من العائلة الحاكمة في المغرب اسم مولاي العلوي، لكن تعذر تحديد درجة قرابته من الملك في ظل التكتم الشديد على هويته وعلى الجريمة التي تورط فيها
وفي افريقيا الوسطى لم يختلف الوضع، حيث واجهت مجموعة عسكرية شارك بها الجيش المغربي في البعثة الأممية التي كانت تعمل في البلاد، اتهامات صريحة بالاعتداء الجنسي على أطفال قصر، مقابل «مقايضات قذرة» بتمكينهم من المال والغذاء، حسب وصف وثائق الأمم المتحدة.
هذه الممارسات التي تورط فيها جنود من الجيش الملكي المغربي ترقى إلى جرائم يعاقب عليها القانون أفقدت ثقة الشعوب الافريقية في جدية وجدوى الدور الذي تقوم به بعض البعثات الأممية.
وأصبحت مثل هذه الممارسات في بلد مثل الكونغو مصدرا للتوتر حيث نظم السكان ونشطاء مدنيون عديد المظاهرات والاحتجاجات للمطالبة برحيل البعثة الأممية، وقتل قرابة 50 شخصا في قمع لتظاهرة مناهضة للأمم المتحدة في شرق الكونغو الديمقراطية في أوت الماضي.
ودفع هذا الكونغو إلى تكثيف مطالبها لتسريع انسحاب بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام المنتشرة في هذا البلد منذ قرابة 25 عاما
ففي سبتمبر الماضي قال رئيس الكونغو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة “حان الوقت ليمسك بلدنا بزمام السيطرة بالكامل على مصيره وأن يصبح الفاعل الرئيسي في استقراره” مضيفا إن البعثة التي تضم 15000 عنصر “لم تنجح في التصدي لعمليات التمرد والنزاعات المسلحة … ولا في حماية السكان المدنيين”.