حدد خبير دولي خمسة أسباب تمنح الجزائر الأولوية في تصدير الهيدروجين الأخضر إلى أوروبا، وفقًا لما صرح به الخبير النفطي الدولي رضا مراح في مقال نشره على منصة الطاقة في واشنطن ،وهي:
الجزائر تمتلك فائضًا في إنتاج الكهرباء يزيد على 5 غيغاواط مقارنة بذروة الاستهلاك، ما يعزز قدرتها على تزويد أسواق الهيدروجين بكميات كبيرة.
إنتاج الغاز الطبيعي: تعد الجزائر منتجًا رئيسًا للغاز الطبيعي، مما يسهم في دعم إنتاج الكهرباء وتوفير مصدر طاقة ثابت.
التكلفة التنافسية للهيدروجين الأخضر: الجزائر تخطط لإنتاج الهيدروجين الأخضر بتكلفة تتراوح بين 1.2 إلى 2 دولار لكل كيلوغرام، ما يعادل 1.1 إلى 1.8 يورو، وهو سعر تنافسي مقارنة بالدول الأخرى.
الموارد الطبيعية: تمتلك الجزائر موارد طبيعية غنية، بما في ذلك الإشعاع الشمسي العالي والمساحات الواسعة التي تناسب بناء محطات للطاقة المتجددة. الخبرة الطويلة في صناعة الهيدروجين: الجزائر لديها خبرة طويلة في استخدام الهيدروجين في قطاعات مختلفة مثل توليد الكهرباء وإنتاج الأمونيا وتكرير النفط، مما يعزز قدرتها على إنتاج الهيدروجين بكفاءة.
ومن المتوقع أن يشهد عام 2025 تقدمًا ملحوظًا في مشروع نقل الهيدروجين من الجزائر إلى أوروبا، بهدف إنتاج الهيدروجين الأخضر في الجزائر ونقله إلى ألمانيا عبر تونس، إيطاليا، النمسا، وصولًا إلى الوجهة النهائية في ألمانيا، كان وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب قد أعلن عن المشروع في عام 2024 خلال مؤتمر صحفي مع وزير الاقتصاد والمناخ الألماني، حيث وُقِّعت عدّة اتفاقيات لتعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الطاقة المتجددة وتطوير الهيدروجين.
وسيتم تنفيذ المشروع على مراحل، مع إطلاق مشروع تجريبي لإنتاج الهيدروجين في المنطقة الصناعية أرزيو التابعة لشركة سوناطراك في ولاية وهران الجزائرية، سيتراوح سعة المحطة التجريبية نحو 50 ميغاواط، وستساهم ألمانيا بمبلغ 20 مليون يورو في تمويل المشروع، بالإضافة إلى ذلك، ستُنفَّذ مشروعات أخرى لإنتاج الهيدروجين محليًا وتصديره إلى ألمانيا ودول أخرى عبر مشروع ممر الهيدروجين الجنوبي، وهو خط أنابيب يربط الجزائر بتونس وإيطاليا والنمسا وألمانيا.
على الرغم من الإمكانيات الكبيرة، إلا أن المشروع يواجه تحديات كبيرة، خاصة في ما يتعلق بتكلفة المشروع وطول مساره، خصوصًا الجزء الذي يعبر البحر الأبيض المتوسط. يُقدَّر طول الممر بحوالي 3300 كيلو متر، ما يفرض تحديات تقنية وإدارية إضافية، خصوصًا على المستوى البحري.
ويعدّ الهيدروجين الأخضر أحد الحلول الرئيسية لتحقيق الانتقال الطاقي، حيث يُنتَج من مصادر طاقة نظيفة ومتجددة، مما يجعله الأكثر رواجًا من بين أنواع الهيدروجين الأخرى مثل الأسود والرمادي والأصفر. ومع أن الهيدروجين يواجه تحديات عديدة، فإن الاستثمار فيه يمكن أن يسهم في خفض التكاليف المرتبطة بالطاقات المتجددة، وتوفير حلول تخزين طاقة فعّالة لضمان استمرارية الإمداد.