للمرة الثانية خلال أيام قليلة تلقى وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، الإثنين، اتصالا هاتفيا من نظيره الأمريكي للشؤون الخارجية، أنتوني بلينكن, حسبما أفاد به بيان للوزارة، وتمحورت المباحثات بين الوزيرين -يضيف البيان- حول “تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لا سيما في قطاع غزة”.
وقال بيان للخارجية الجزائرية إن جرى التركيز, خلال هذه المكالمة, بشكل خاص على “المناقشات الجارية بمجلس الأمن بشأن آفاق انضمام فلسطين كدولة كاملة العضوية في منظمة الأمم المتحدة” وفقا لذات المصدر.
وستضطلع الجزائر، مرة أخرى، كعضو غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بمسؤولية ثقيلة في رفع صوت الشعب الفلسطيني خلال المناقشات المتعلقة بحصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، و هذا بعد جهود متواصلة وعمل دبلوماسي عميق على كافة الأصعدة، الدولية أو القارية أو الإقليمية.
و بعد هذه الجهود التي اعترفت بها الأغلبية الساحقة من الدول لصالح اعتماد القرار الذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، في 24 مارس المنصرم، تدخل الجزائر، دون كلل، في معركة دبلوماسية جديدة.
و بالفعل، عقد الأعضاء الخمسة عشر في مجلس الأمن مشاورات مغلقة، الإثنين، أعقبتها جلسة علنية، لمناقشة طلب الدولة الفلسطينية الذي أحاله الأمين العام للأمم المتحدة إلى مجلس الأمن في 3 ابريل، لدراسة مجددا طلب انضمامها المودع بالأمم المتحدة في 23 سبتمبر 2011.
و بغض النظر عن نتائج هذه المناقشات، فإن هذه المشاورات تضع القضية الفلسطينية في قلب المناقشات الدولية، وهو شرط أساسي لفضح ثم تحطيم ظلم التحالف الدولي، الذي استمر لأكثر من سبعين عاما.
و إدراكا منها بأهمية هذا الانضمام، ظلت الجزائر منذ سنوات عديدة تحاول حشد كافة الدول المحبة للحرية والعدالة حتى تحصل فلسطين على هذه المكانة الدولية.
و جددت الجزائر بصوت رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في كلمة له أمام الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في سبتمبر الماضي، دعوته إلى عقد جمعية عامة استثنائية لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبعد أقل من ستة أشهر، أعرب رئيس الجمهورية عن قناعته بحصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتحدة.
و قال رئيس الجمهورية، خلال مقابلته الدورية مع ممثلي وسائل الإعلام الوطنية, أن “الجزائر تناضل بلا كلل منذ أربع سنوات من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة”، مضيفا: “لقد جمعنا الجالية الفلسطينية في الشتات ,و تم تفعيل دور الجامعة العربية، واليوم هناك أمل حقيقي “في حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، مؤكدا أن بعض الدول الأوروبية كانت تطالب بالفعل بإقامة دولة فلسطين وقالت أنها مستعدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
و في السياق، أوضح رئيس الجمهورية أن “المعركة التي تخوضها الجزائر حاليا تشير إلى أن الوقت قد حان لكي تحصل فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة حتى لو كانت محتلة” مضيفا أن “فلسطين ستكون عضوا في الأمم المتحدة, ولن نترك ساحة المعركة حتى يتحقق هذا الهدف”
و أضاف : “هذا هو مبدأ الجزائر، بغض النظر عما يقوله الآخرون, وبفضل مصداقيتنا, ستحصل فلسطين على صفة العضو الكامل، بعد أن أصبحت عضوا مراقبا”.