كشف المتحدث بإسم بلدية غزة, حسني مهنا, أن الإحتلال الصهيوني يتعمد, منذ بداية العدوان على القطاع في 7 أكتوبر الماضي, تدمير البنية التحتية وإستهدافها بشكل مباشر, ما أدى لتوقف عمل قطاع واسع من خدمات المياه والصرف الصحي وشبكات الإنارة وبرك تجميع مياه الأمطار والمرافق الخاصة بالطاقة وتوليد الكهرباء الخاصة بالبلدية.
وقال مهنا, في تصريح صحفي, أن الاحتلال “دمر بشكل متعمد الطرق والمتنزهات والحدائق العامة والميادين وآبار المياه والخطوط الناقلة بهدف تعطيش الفلسطينيين وحرمانهم من المياه. وقد وصل عدد الآبار التي دمرها الاحتلال داخل مدينة غزة إلى 42 بئرا كانت تقدم خدماتها للسكان والنازحين, منها 26 بئرا تم تدميرها بشكل كلي و16 آخر جزئيا ولا يمكن صيانتها حاليا لعدم وجود المعدات اللازمة, في ظل الاستهداف الصهيوني المتعمد لقسم الصيانة المركزي التابع لبلدية غزة”.
وأوضح ذات المتحدث أن الاحتلال الصهيوني دمر 520 محبسا تتحكم من خلالها طواقم البلدية بعملية توزيع المياه لمناطق نفوذ البلدية.
وأكد على أن بلدية غزة “تواجه صعوبة عالية في عملية ضخ المياه نتيجة النقص الشديد في الوقود اللازم لتشغيل آبار المياه, وبالتالي تشتد أزمة المياه خاصة أن الاحتلال قطع إمدادات المياه التي كانت تصل للمدينة من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ بداية العدوان, وكذلك قطع إمدادات الكهرباء اللازمة لتشغيلها”, لافتا إلى أن قوات الاحتلال “أخرجت محطة تحلية المياه الموجودة في شمال غزة عن الخدمة, بالتالي عطلت كل مصادر تزويد المدينة بالمياه”.
وحسب المسؤول الفلسطيني, فإن أزمة المياه “دفعت الفلسطينيين لقطع مسافات طويلة والانتظار في طوابير للحصول على عدد محدود من لترات المياه”, مشيرا إلى أن طواقم البلدية “تعمل قدر الإمكان على تخفيف أزمة المياه لكن طول أمد العدوان يحول دون ذلك, سيما أن قوات الاحتلال استهدفت طواقم البلدية أكثر من مرة ما أدى لاستشهاد عدد منهم”.
ووصف أزمة الصرف الصحي بأنها “معقدة بسبب تعمد الاحتلال تدمير البنية التحتية التي أدت لتوقف عملية نقلها لمحطات المعالجة, حيث دمرت مضختين رئيسيتين بشكل كلي و6 أخريات جزئيا وقد تسبب الأمر بانتشار المياه الملوثة في شوارع المدينة وأصبحت تشكل خطرا على حياة السكان من خلال نشرها للأمراض”.
وحذر المتحدث باسم بلدية غزة بأن استمرار هذا الحال يشكل “قنبلة موقوتة لكارثة صحية وبيئية خطيرة وهذا يعكسه العدد المتزايد للمصابين بالأمراض المعدية والأوبئة”.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قد أكد, في تقرير له, أن الاحتلال الصهيوني دمر أكثر من 25.000 كلم طولي من شبكات المياه والصرف الصحي بشكل عام في محافظات قطاع غزة وفق خطة تدميرية مدروسة. وإضافة إلى ذلك, فقد تعمد الاحتلال تدمير 700 بئر للمياه في قطاع غزة وإخراجها عن الخدمة بشكل كامل وبات الحصول على المياه مسألة كبيرة وصعبة للغاية.
ولفت المكتب الحكومي إلى أن”هناك معاناة عميقة في الحصول على المياه الصالحة للشرب وكذلك المياه المخصصة للاستخدام المنزلي, الأمر الذي يرفع نسبة خطورة الأوضاع المعيشية والإنسانية والصحية في قطاع غزة”.