صفقة” كوشنر” قبل مغادرة ترمب البيت الأبيض: أموال مقابل لا شيء والسنوات تكشف السبب

قبيل خروجه من البيت الأبيض في يناير 2021، كان ترمب قد أمّن لصهره، جاريد كوشنر، صفقة وصفها رئيس لجنة الرقابة في الكونغرس بأنها “أموال مقابل لا شيء”، لكن السنوات التي عادت بترمب الآن تشرح السبب.
بعد لقاءاته المتكررة بولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للبلاد، المسؤول الأول عن صندوق الاستثمارات العامة السعودي، أنشأ كوشنر شركة للاستثمار الخاص سماها Affinity Partners. عبر مستشارو الصندوق عن قلقهم من الاستثمار في هذه الشركة لأسباب كان من أبرزها انعدام خبرة الشركة ومستوى المخاطرة المرتفع ونسبة العمولة الإدارية الضخمة. لكن ولي العهد السعودي تجاهل نصيحتهم وأمر بتحويل 2 مليار دولار إلى الشركة بينما كان يعلم أنها ستتحول إلى إسرائيل استثمارًا في شركات ناشئة وغيرها. كانت هذه في رأي Wall Street Journal “مؤشرًا إلى رغبة متزايدة من السعوديين في التعامل مع بلد لا تربطهم به علاقات دبلوماسية”.
على الأقل نفهم الآن لماذا سماها كوشنر Affinity Partners فهي تعني بالعربية “شركاء التقارب”. وإذا كان هذا قد اتضح لكثيرين على نطاق واسع عبر السنوات القليلة الماضية فقد ظهرت الآن أدلة جديدة على مدى رسوخه واتساعه. قبيل نهاية العام الماضي، انضم جهاز قطر للاستثمار وشركة لونيت للاستثمار في أبوظبي بتحويل مليار ونصف المليار دولار إلى شركة كوشنر. وفي منتصف يناير الماضي وافق بن سلمان لصديقه كوشنر على مضاعفة حجم الاستثمار مع المجموعة القابضة Phoenix Holdings الإسرائيلية إلى نحو 10% من رأسمالها.
بهذا صارت أبرز الصناديق العربية وأكثرها ثراءً أكبر مستثمر في أكبر مجموعة قابضة إسرائيلية وأكثرها استثمارًا في بناء المستوطنات ورعايتها وخدمة سكانها من خلال ما لا يقل عن 11 شركة عامة وشركة واحدة خاصة توجد أسماؤها على قائمة الأمم المتحدة للكيانات الداعمة للاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية ومرتفعات الجولان، وفقًا لتحقيق حديث قامت به Middle East Eye.
حين تبحث في موقع صندوق الاستثمارات العامة السعودي عن كلمة Affinity Partners لن تجد سوى رابط واحد يؤدي بك إلى السيدة مزن أشقر، صاحبة أول منتج للعناية بالبشرة صُنع في المملكة العربية السعودية.