شهد السابع من أكتوبر 2023 حدثًا تاريخيًا مميزًا في القضية الفلسطينية حيث شنّت فصائل المقاومة الفلسطينية هجومًا مفاجئًا ومتنوعًا ضد الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما أطلق عليه “طوفان الأقصى”، هذا اليوم لم يكن مجرد تصعيد عسكري بل كان بمثابة رسالة قوية للعالم، أظهرت فيها المقاومة الفلسطينية تطورها في مجال القيادة العسكرية والتكتيك، وارتباط تلك العمليات بالرموز القيادية التي قادت المقاومة حتى الشهادة، القادة الذين قادوا هذا الهجوم وسبقوا إلى الشهادة هم جزء أساسي من تاريخ النضال الفلسطيني والمقاومة.
في 7 أكتوبر، كان هناك مجموعة من القادة العسكريين والسياسيين الذين لعبوا دورًا محوريًا في تحضير وتنفيذ الهجوم على الاحتلال،هؤلاء القادة لم يكونوا فقط في مواقع القيادة، بل كانوا رموزًا للأمل والإرادة، وجسدوا مفاهيم التضحية والصمود، كما أظهروا قدرة غير مسبوقة على التنسيق بين الفصائل المختلفة، معتمدين على إرث طويل من النضال والتضحية.
يحيى السنوار، قائد حركة حماس في قطاع غزة، كان أحد أبرز القادة العسكريين الذين وقفوا وراء تنفيذ خطة 7 أكتوبر. السنوار الذي تحمّل مسؤولية قيادة حماس في ظل ظروف صعبة، كان له دور رئيسي في توجيه المقاومة نحو استراتيجيات أكثر تطورًا وتنسيقًا، استطاع السنوار استثمار خبرته الميدانية ورؤيته السياسية في توجيه الضربة المفاجئة التي أصابت الاحتلال في مقتل
ورغم محاولات الاحتلال تصفيته، إلا أن دوره الاستراتيجي بقي في تطور مستمر.
محمد الضيف، القائد العسكري الأعلى في حركة حماس، يعد أحد أبرز رموز المقاومة الفلسطينية، هو الرجل الذي ظل بعيدًا عن الأضواء لفترة طويلة بسبب حياته الميدانية السرية، لكنه كان العقل المدبر لعديد من العمليات الكبرى ضد الاحتلال، في 7 أكتوبر، كان الضيف يقف في قلب هذا الهجوم المعقد والمنسق، حيث قاد العمليات التي استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدءًا من الهجمات الصاروخية وصولًا إلى الهجمات البرية في مناطق مختلفة من فلسطين.
القائد العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، لعب دورًا مهمًا في تنسيق العملية، الجهاد الإسلامي كان أحد الفصائل الرئيسية التي شاركت في الهجوم، وقدم قادة ميدانيين كبارًا نفذوا هجمات صاروخية كبيرة ضد الاحتلال، النخالة ساهم بتوجيه العمليات العسكرية بشكل استراتيجي، حيث نجح في ضمان التنسيق التام بين جميع الفصائل المقاومة، وفتح جبهة عسكرية جديدة تؤكد قدرة المقاومة على التنسيق والتوسع في عملياتها.
لم تقتصر القيادة في السابع من أكتوبر على حماس والجهاد الإسلامي فقط، بل شملت أيضًا فصائل فلسطينية أخرى مثل “ألوية الناصر صلاح الدين” و”كتائب شهداء الأقصى”، هؤلاء القادة العسكريون الميدانيون قادوا وحداتهم في معركة استمرت لساعات طويلة ضد قوات الاحتلال، مؤكدين على قدرة المقاومة على التضامن والتكامل بين مختلف الفصائل.
القادة الذين قادوا الهجوم في السابع من أكتوبر استطاعوا أن يظهروا تطورًا واضحًا في أساليب المقاومة. استخدمت فصائل المقاومة تقنيات جديدة من بينها الهجوم عبر الأنفاق، واستخدام الطائرات المسيرة، وكذلك العمليات الصاروخية المعقدة. التنسيق بين الفصائل الفلسطينية أتاح تنفيذ الهجوم بتوقيت دقيق وبشكل متزامن، مما أربك الاحتلال وأدى إلى تأثيرات كبيرة على مستوى الرد العسكري الإسرائيلي.
ما يميز القادة الذين قادوا هجوم 7 أكتوبر هو أنهم لم يقتصروا على موقع القيادة فقط، بل كانوا جزءًا من معركة دامت لعقود من النضال، هؤلاء القادة دفعوا حياتهم ثمناً لقضية وطنهم. بعضهم استشهد خلال المعركة، بينما يواصل آخرون قيادتهم في معركة مستمرة ضد الاحتلال. الشهادة هي من أبرز مميزات هؤلاء القادة الذين ربطوا حياتهم بقضية فلسطين، وكانوا دومًا على استعداد لدفع ثمن الحرية.
رغم محاولات الاحتلال التخلص من القادة البارزين في المقاومة، فإن كل عملية استشهاد كانت تلد قائدًا جديدًا يعزز مسيرة المقاومة، استمرار النضال الفلسطيني يتطلب وجود قادة ملهمين، وفي كل مرحلة تظهر قيادات جديدة تسير على خطى هؤلاء الذين سبقوهم إلى الشهادة، هذه القيادة هي التي تبني المستقبل الفلسطيني، من خلال التمسك بالحقوق الوطنية في مواجهة التحديات المستمرة.
قادة المقاومة الذين صنعوا “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر وسبقوا إلى الشهادة هم نموذج للتضحية والإرادة التي لا تنكسر،لا يمكن للزمن أن يمحو ذكرهم، ولا يمكن لأي قوة أن توقف مسيرة المقاومة التي بدأها هؤلاء القادة،إنهم يشكلون جزءًا لا يتجزأ من تاريخ فلسطين الحديث، ويظل إرثهم محفورًا في قلوب الفلسطينيين، رمزًا للأمل والتحدي في مواجهة الاحتلال.