سلطت العديد من المواقع الإخبارية الدولية الضوء على تشييد الكيان الصهيوني المحتل لمصنع لإنتاج الطائرات المسيرة “درون” بالعاصمة المغربية الرباط، وذلك في إطار اتفاقية التطبيع التي تم التوقيع عليها بين الجانبين, نهاية 2020, مشيرة إلى أن تنامي التعاون العسكري بين العرش العلوي و الكيان الصهيوني يأتي في وقت تذبح فيه غزة و يصر فيه الشعب المغربي على طرد الصهاينة من المملكة.
و أكدت جريدة ” لوموند ” الفرنسية أن شركة صهيونية أنشأت مصنعا في المغرب لإنتاج طائرات بدون طيار “درون”، و ذلك في إطار الاتفاقيات التطبيعية الموقعة بين الجانبين، مضيفة بأن هذا المصنع سيدخل حيز الإنتاج قريبا.
و أفادت الصحيفة بأن هذه الطائرات مخصصة في المقام الأول, لمهام الاستطلاع والاستخبارات وتحديد الأهداف، مشيرة إلى أن المشروع الصهيوني في المغرب تزامن مع إعلان الوزير المكلف بإدارة الدفاع الوطني في المغرب عبد اللطيف لوديي في نوفمبر 2023, لما قال عنه “خطط لتطوير صناعة عسكرية وطنية“.
و لفتت ذات الصحيفة إلى زيادة وتيرة التعاون العسكري بين المغرب و الكيان الصهيوني بعد تطبيع العلاقات نهاية 2020, مذكرة بأنه تم في فبراير 2023, إبرام صفقة بين الطرفين بقيمة 500 مليون دولار لتزويد المملكة بنظام الدفاع الجوي والصاروخي, الذي تصنعه شركة صهيونية. كما حصل المغرب – تضيف- “على نظام صهيوني مضاد للطائرات بدون طيار في عام 2021“.
من جهتها، عنونت صحيفة “الاستقلال” مقالا لها حول الموضوع ب “رغم الرفض الشعبي.. لماذا تسمح الرباط للكيان الصهيوني بتشييد مصنع لأسلحتها؟”, مؤكدة أنه رغم العدوان الصهيوني على قطاع غزة, تواصل السلطات المغربية التعاون بشكل وثيق مع الصهاينة, ضاربة بعرض الحائط كل الدعوات الرافضة للتطبيع بين الجانبين.
وأكثر من ذلك- تضيف الصحيفة- “يتجه المغرب للتحول إلى مصنع للطائرات العسكرية بدون طيار بفضل التعاون مع الكيان الصهيوني, وفق ما كشفت عنه تقارير إعلامية“.
و رصدت “الاستقلال” استهجان الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي لتشييد هذا المصنع الصهيوني بالمغرب, تحت عنوان عريض “ما هذا يا مغرب؟ شراكة مع الصهاينة هكذا علنا رسميا بوقت إبادة شعبنا بغزة؟ “, منبهة الى أن انشاء هذا المصنع يأتي في وقت يتنامى فيه الغضب الشعبي تجاه المخزن الذي يمعن في التطبيع غير أبه بكل مطالب إسقاطه.
و في هذا الاطار, كشف منسق المبادرة المغربية للدعم والنصرة, رشيد الفلولي, عن تنظيم المغاربة أزيد من 3 آلاف تظاهرة توزعت ما بين مسيرات ووقفات على طول ربوع المملكة المغربية منذ انطلاق معركة “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر الماضي, مطالبا الدولة المخزنية بـ”التفاعل إيجابيا مع مطالب الشعب المغربي, وعلى رأس مطالبه إغلاق مكتب الاتصال الصهيوني بالرباط وإسقاط التطبيع“.
و بالمناسبة, استعرضت الصحيفة مسار التطبيع بين المخزن و الكيان الصهيوني, منذ ترسيمه في ديسمبر 2020, و ما تناسل عنه من اتفاقيات في العديد من القطاعات, ناهيك عن زيارة مسؤولين عسكريين صهاينة للرباط و توقيع مذكرة تفاهم دفاعية تهدف إلى تنظيم التعاون الاستخباراتي والمشتريات الأمنية والتدريب المشترك.
بدوره, تناول الموقع الإخباري “الرأي اليوم” خبر تشييد مصنع صهيوني لإنتاج المسيرات بالمغرب, و الذي يأتي – بحسبه- “في وقت تذبح فيه غزة”, موضحا “رغم العدوان الصهيوني البربري ضد غزة هناك طفرة بالعلاقات في جميع المجالات, كما تستمر عمليات التطبيع بين الكيان الصهيوني والمملكة المغربية وإخراجه للعلن“.
و تابع يقول: “وفقا للعديد من المصادر, الاتفاقيات بين المغرب و الكيان الصهيوني مستمرة وبوتيرة عالية في جميع المجالات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والسياحية أيضا, ناهيك عن الاتفاق الذي تم التوقيع عليه مؤخرا لإقامة مصنعٍ صهيوني لإنتاج المخدرات الطبية في المغرب وإقامة منشأةٍ بالرباط لإنتاج المسيرات.”
و تحدث ذات الموقع و بإسهاب عن العلاقات المخزنية-الصهيونية في المجال العسكري,والإعلان عن قرب افتتاح منشأة صهيونية جديدة لإنتاج أنظمة الطائرات دون طيارٍ في المغرب, وذلك في إطار تعزيز العلاقات الدفاعية بين البلدين و التي شهدت تطورا ملحوظًا منذ 2020.