تتوالى الفضائح التنظيمية لأولمبياد باريس 2024 ، لتثبت هذه التجربة بما لا يدع مجالا للشك أن الإدارة الفرنسية فاشلة فيما يتعلق بالأمور التنظيمية.
فبعد فضيحة حفل الافتتاح و الأخطاء الفادحة فيه ، و تلوث نهر السين الذي أجل منافسات ” الترياثلون ” رغم استثمار أكثر من مليار أورو لتجهيزه ، طفت إلى السطح مشكلة أكثر خطورة تهدد صحة الرياضيين و المشجعين على حد سواء .
و كشفت صحيفة ” دايلي ستار “ أن مدينة باريس تعرضت لغزو كبير من الجرذان ، بعدما أدت الأمطار الغزيرة لتدمير أوكارها تحت الأرض ، ما اضطرها للخروج و التجول في شوارع باريس جهارا مثلها مثل الرياضيين و المشجعين و السياح .
و تهدد الجرذان ، التي يصل حجمها لحجم القطط ، حسب ذات المصدر ، صحة الرياضيين و الزوار ، فهي ناقلة لأمراض خطيرة ، دون الحديث عن سلوكها العدواني في حال احساسها بالخطر ، و الذي قد يصل لمهاجمة المارة .
و من الوارد أن تتسبب فضلات الجرذان في خطر صحي كبير على الناس ، حيث تحتوي على بيكتيريا مسببة لمرض ” الليبتوسبيروسيس ” ، و الذي يسبب أعراضًا مشابهة للإنفلونزا و تلف الكبد و الكلى .
و حسب شهادات نقلتها صحيفة ” دايلي ستار ” ، فإن الجرذان أصبحت تتجول دون خوف في الشوارع ، و تضايق الناس ، كما تبقى حتى بعد إبعادها دون أي خوف ، ما فسرته الجريدة بتعودها على التجول مع الناس .
و يفوق عدد القوارض في مدينة باريس عدد سكانها بالضعف ، ما يعني وجود أكثر من 4 ملايين قارض في شوارعها و تحت بناياتها ، ما يجعلها واحدة من أكبر تجمعات القوارض في العالم .
و رغم التصريحات التطمينية من المسؤولين ، كتصريح نائب العمدة المسؤول عن النفايات ، أنطوان غيو ، بقوله : ” أنا لست قلقًا على الإطلا.
على العكس ، ستساعدنا الألعاب على إثبات بشكل قاطع أن الفكرة التي تشير إلى أنك تصادف الكثير من الفئران في باريس هي خاطئة ، هناك بعض الفئران ، نحن نتعامل معهم ، لكنهم ليسوا مشكلة خاصة بباريس ولا على النطاق الذي يُصور أحيانًا بطريقة ساخرة ” .
غير أن الواقع يثبت العكس تماما ، فالمدينة أصبجت محل سخرية من زوارها ، و تأكدت فكرة أن ” باريس عاصمة الجرذان ” ، و هي الفكرة التي دعمتها نائبة العمدة آن-كلير بو ، المسؤولة عن الصحة العامة ، بقولها إنها لا تريد القضاء على الفئران ،فقط إبقائهم تحت الأرض .
و يبدو أن الأموال الكبيرة المستثمرة لتنظيم أولمبياد باريس ذهبت هباء ، بسبب انشغال السلطة السياسية بقصر الإيليزي بقضايا أخرى لا تمت لهم بصلة ، لتصبح هذه النسخة من الألعاب الأولمبية واحدة من أفشل النسخ .
و أثبت الرئيس الفرنسي ، إيمانويل ماكرون ، فشله مرة أخرى ، فبدلا من العمل على إنجاح هذه التظاهرة الضخمة ، و التي من شأنها تسليط الضوء على عاصمتها و إكسابه شعبية سياسية ، بعد تراجع شعبيته مؤخرا بسبب فشله الإقتصادي.
راح يصطاد في المياه العكرة ، و فضل التدخل في شؤون الغير ، و الدوس على الشرعية الدولية من خلال التحالف مع المغرب و موافقته على خطة الحكم الذاتي لدولة الصحراء الغربية, و هي الخطوة التي ستعجل بإسقاطه و إنهاء مشواره السياسي بأسوء صورة