يواجه مرضى السرطان تحديات متزايدة، باعتباره أحد أبرز الأمراض التي تواجه قطاع الصحة في الجزائر، حيث تزداد نسب الإصابة به يوما بعد يوم، بسبب عوامل متعددة، على رأسها تكاليف الرعاية الصحية للمرضى، التي شهدت ارتفاعا سريعا في الجزائر، خلال السنوات الأخيرة، يقابله تزايد في عدد المرضى، الذي يحتاج إلى خطط واقتراحات استراتجية لتطوير النظام الصحي وتبني نهج شامل بإشراك جميع القطاعات لمكافحة السرطان وضمان تقديم أفضل الخدمات العلاجية للمرضى باستخدام التقنيات الحديثة والمتطورة.
وفي سياق ذلك، كشف عضو الجمعية الوطنية للصيادلة الجزائريين، عبد الله بولقرون، في تصريح ، أن نفقات الصحة المتعلقة بعلاج السرطان قد تصل إلى ما بين 10 إلى 15 بالمائة من إجمالي نفقات الصحة في الجزائر، خلال السنوات القادمة، وذلك استنادا لتقرير وطني شامل حول رعاية مرضى السرطان في الجزائر، أصدرته الجمعية مؤخرا، كما ركز على التحديات المتعلقة بالتمويل والدور الهام الذي يلعبه الصيادلة في هذا المجال الحساس.
وفي ما يتعلق بالتمويل، أشار المتحدث إلى أن الجزائر تشهد ضغوطا متزايدة على النظام الصحي نتيجة لارتفاع تكاليف العلاج الخاص بالسرطان، التي تشمل الوقاية، الكشف المبكر، التشخيص، والعلاجات الطبية والجراحية، موضحا أن العلاج الحديث للسرطان يتطلب استثمارات كبيرة، نظرًا لأن العلاجات المتقدمة غالبا ما تكون أكثر تكلفة من العلاجات التقليدية، ومع ذلك، يؤكد المتحدث أن هذه العلاجات الجديدة أثبتت فعاليتها الكبيرة في تحسين معدلات الشفاء والتخفيف من معاناة المرضى.
وتطرق المتحدث، إلى أن الجمعية الجزائرية للصيادلة تسعى لتنظيم الصيدلة الاستشفائية في الجزائر، وذلك بإعطاء أهمية لهذا المجال الذي يجب أن يكون مستقلا ومجهزا بالموارد اللازمة لإدارة الأدوية والتجهيزات.
وأشار إلى أن هذا الدور يشمل أيضا تطوير التجارب السريرية في الصيدليات الاستشفائية، وهو جانب حيوي لتطوير البحث الطبي في الجزائر، مشددا على ضرورة تحسين جودة الخدمات الصحية من خلال التحول الرقمي وتبني التقنيات الحديثة في ذلك، كما أشار إلى أن الجمعية الوطنية للصيادلة الجزائريين ستواصل العمل مع كافة الجهات المعنية لتعزيز التقييمات الاقتصادية للصيدلة والتكنولوجيات الصحية، بما يضمن تقديم رعاية صحية أفضل لمرضى السرطان، من خلال التعاون مع الخبراء والمختصين في مختلف المجالات لتقديم أفضل المقترحات والحلول لتحسين النظام الصحي في الجزائر.
وعن مسار الرعاية الصحية لمرضى السرطان، شدد بولقرون على أن الصيدلي يلعب دورا حيويا في تقديم العلاجات ومتابعة حالة المرضى، سواء كان ذلك على المستوى الجسدي أم النفسي أم الاجتماعي، مؤكدا على أهمية تعزيز التعاون بين الصيادلة وباقي الأطراف المعنية في مجال الصحة سواء كانوا هيئات رسمية أم أطباء، بهدف تحسين التنسيق بين مختلف المستويات الطبية من الوقاية إلى الكشف المبكر والعلاج، وصولًا إلى مرحلة ما بعد الشفاء، قائلا إن الصيادلة يمتلكون المؤهلات والكفاءات اللازمة للمساهمة بفعالية في هذا المجال، خاصة من خلال التوعية الصحية، إدارة الألم، والوقاية من مضاعفات المرض وغيرها.
وتضمنت التوصيات التي جاءت في التقرير عدة نقاط، من بينها دراسة جدوى نقل بعض الأدوية المضادة للسرطان إلى الصيدليات لتعزيز وصول المرضى إليها بسهولة أكبر، كما تم اقتراح تطوير خطة وطنية للوصول إلى العلاجات المبتكرة من خلال تحديد أولويات واضحة وتوزيع الأدوار بين مختلف الجهات المعنية في النظام الصحي، وتحديث قانون الصفقات العمومية بما يتناسب مع احتياجات قطاع الصحة، وتبني استراتيجيات فعالة للحصول على العلاجات بأفضل الأسعار عبر تفاوضات جماعية مع دول أخرى.