• تتقدم المشاريع المبرمة بين دولة قطر و الجزائر بوتيرة متسارعة في مجال الزراعة و الصناعة، بما في ذلك مشروع المستشفى الجزائري القطري الألماني الذي قد بدأ إنجازه بالجزائر العاصمة حسب ما أعلن السفير القطري لدى الجزائر عبد العزيز علي النعمه في مقابلة، و قد أبرز السفير النعمه تطابق وجهات النظر بين دولة قطر والجزائر حول دعم قضية الشعب الفلسطيني العادلة.
كيف تقيّمون العلاقات القطرية – الجزائرية؟
العلاقات الثنائية بين دولة قطر والجزائر الشقيقة تُعدّ نموذجا للعلاقات الثنائية، القائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وقد شهدت على مر السنوات الماضية تطورًا إيجابيًا، يجسد حرص القيادة الرشيدة، في كلا البلدين الشقيقين، على تعميق الشراكة في مختلف المجالات، ويعكس مستوى عالٍ من التفاهم والاحترام المتبادل، كما يعزز من دورهما كلاعبين مؤثرين على الساحتين الإقليمية والدولية.
كما يتشارك البلدان مواقف متقاربة بشأن القضايا الإقليمية والدولية، مثل القضية الفلسطينية، إذ يلعبان دورًا بارزًا في دعم حقوق الشعب الفلسطيني وتقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، علما بأن البلدين عقدا في شهر أبريل 2024، الاجتماع الأول لآلية التشاور السياسي، وتناولا القضايا ذات الاهتمام المشترك. ويحرص البلدان على تعميق شراكتهما، من خلال مشاريع استثمارية مشتركة وتبادل الخبرات في القطاعات الحيوية، مثل الصناعة والزراعة والاتصالات والصحة.
أبرم البلدان شراكات إستراتيجية، ما مدى تقدم إنجاز مشروع المستشفى الجزائري- القطري- الألماني؟
فيما يتعلق بمشروع المستشفى الجزائري – القطري– الألماني، فقد اتخذت الشركة الجزائرية القطرية للخدمات الصحية بشأنه الإجراءات اللازمة، وذلك لمباشرة الإنجاز، حيث سيتم الشروع، قريبا، في الأعمال التمهيدية والحفر والتسوية، علماً بأنه قد تم سابقاً البدء بالعمل على التصاميم الهندسية، وسيتم تنفيذ أعمال تشييد المستشفى بالسرعة الكلية وضمن الجداول الزمنية المتفق عليها.
كما يعتبر مشروع المستشفى من المشاريع ذات الأولوية بين البلدين، كونه سيسهم في تقديم إضافة نوعية لقطاع الصحة بالجزائر، كما أن من شأنه تحقيق الفائدة للمواطنين الجزائريين، من خلال تقديم خدمات صحية لهم، لاسيما ما تعلق منها بالعمليات الجراحية النوعية التي تتطلب علاجا في الخارج.
كما أنه من المتوقع أن يسهم هذا الصرح الصحي في تعزيز الكوادر الطبية الجزائرية، ووضع منصة لتأهيل الكفاءات المحلية على أحدث التقنيات الطبية، ما سيسهم في رفع مستوى الخدمات الصحية في الجزائر. ومن شأن هذا الصرح الصحي أن يكون نموذجًا يُحتذى به في الشراكات الدولية، الموجهة نحو تطوير البنى التحتية الصحية في المنطقة.
وماذا عن مشروع “بلدنا” لإنتاج الحليب المجفف، أين وصلت الأشغال؟
مشروع “بلدنا الجزائر” هو مشروع وطني جزائري واعد، يتم تنفيذه بالشراكة بين الصندوق الوطني للاستثمار الجزائري وشركة “بلدنا” القطرية، الرائدة في إنتاج وتربية الأبقار.
ويهدف هذا المشروع الذي يتربع على مساحة إجمالية قدرها 117 ألف هكتار، إلى تعزيز الأمن الغذائي في الجزائر، من خلال رفع نسبة الاكتفاء الذاتي من الحليب ومشتقاته واللحوم الحمراء.
كما يُعدّ هذا المشروع الأكبر عالميًا في مجال مجال تربية وإنتاج الألبان، حيث سيضم أكثر من 270 ألفا من رؤوس الأبقار بولاية أدرار (جنوب الجزائر)، وسيعكف القائمون على هذا المشروع على استخدام أحدث تقنيات إدارة الأبقار، فضلا عن مصانع متقدمة لضمان أفضل جودة للإنتاج.
وبالإضافة إلى دوره في تحقيق الاكتفاء الذاتي، سيوفر المشروع العديد من فرص العمل، وقد تم وضع لجنة برئاسة وزارة الفلاحة لمتابعة سير العمل في هذا المشروع، والذي يجري تنفيذه بطاقة قصوى ووتيرة متسارعة.