أشرف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، رفقة ضيفه الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، بعد ظهر اليوم الخميس بولاية تندوف الحدودية بين بلديهما، على إطلاق عدد من المشاريع الاستراتيجية على حدود البلدين
وأشرف تبون والغزواني على وضع حجر الأساس لمشروع إنجاز المنطقة الحرة للتبادل التجاري والصناعي بين البلدين، و انطلاق مشروع إنجاز الطريق الرابط بين تندوف (الجزائر) ومدينة الزويرات (موريتانيا).
وستكون المنطقة الحرة بمثابة همزة وصل في مجال التبادل التجاري والصناعي بين الجزائر وبلدان غرب إفريقيا، من أصل 5 مناطق حرة للتبادل التجاري التي تقرر استحداثها بكل من تين زواتين وتيمياوين وبرج باجي مختار والدبداب بأقصى جنوب الوطن.
ومن المرتقب أن يساهم هذا المشروع الهام في رفع حجم التبادلات التجارية التي تعرف حاليا تناميا مستمرا بين الجزائر وموريتانيا الشقيقة، وبالنظر لموقعها بمحاذاة المعبر الحدودي “مصطفى بن بولعيد”، فإن هذه المنطقة الحرة من شأنها أن تمنح قيمة مضافة وتعطي دفعا قويا للتبادلات التجارية بين الجزائر وموريتانيا، ومنها الى كافة دول المنطقة التي تشهد حجما كبيرا من حيث نشاطات الاستيراد والتصدير.
إطلاق مشروع الطريق الاستراتيجي تندوف – زويرات
اما بخصوص الطريق الاستراتيجي الذي يمتد على مسافة 840 كيلومتر، يتم إنجازه من طرف مؤسسات جزائرية، مما يسمح للجزائر، ولأول مرة منذ استقلالها، بإنجاز منشأة للبنية التحتية ذات أهمية كبرى خارج حدودها.
وقد تم التوقيع على اتفاقية انجاز هذا المشروع الحدودي، على هامش زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، الى الجزائر، في ديسمبر 2021.
ويشارك في إنجاز هذا المشروع الحيوي، نحو 10 مؤسسات جزائرية، كما سيتكفل مكتب دراسات جزائري بمتابعته، وبعد استكمال هذا المشروع الهام، ستعكف الجزائر على استغلاله في شكل امتياز لمدة 10 سنوات مع تجديد ضمني، بينما سيدخل عقد انجاز هذه المنشأة القاعدية التي لطالما شكلت حلما بالنسبة لسكان المناطق التي تعبرها، حيز التنفيذ بمجرد استكمال الاشغال، أما محطات الوقود العديدة المتواجدة على طول مسار الطريق، فسيتم انجازها واستغلالها من قبل شركة نفطال.
ويأتي الشروع في إنجاز هذا المشروع الاستراتيجي ليعكس مرحلة جديدة في العلاقات التاريخية بين الجزائر وموريتانيا، ومن شأنه فتح محاور طرق دولية هامة والسماح للمتعاملين الجزائريين بالولوج الى الاسواق الافريقية، مرورا بموريتانيا. كما سيسمح أيضا التعاون الاقتصادي بين المتعاملين الاقتصاديين لكلا البلدين وتنشيط الحركية الاقتصادية وانسيابية المبادلات التجارية.