آخر الأخبار

الولايات المتحدة وأوكرانيا توقعان اتفاقية المعادن النادرة

وقّعت أوكرانيا والولايات المتحدة، يوم أمس الأربعاء، اتفاقًا استراتيجيًا يمنح واشنطن أفضلية في الوصول إلى مشاريع استثمارية جديدة في قطاع المعادن النادرة بأوكرانيا، ويُموّل في الوقت ذاته جهود إعادة إعمار البلاد، وذلك في خطوة طالما دعا إليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وحسب ما نقلته وكالة “رويترز” عن مصادر مطلعة، فإنه تم توقيع الاتفاق في العاصمة الأمريكية واشنطن بعد مفاوضات طويلة و”شاقة”، تخللتها عراقيل وتوترات حتى الساعات الأخيرة.

وينص الاتفاق على إنشاء صندوق استثماري مشترك مخصص لدعم إعادة إعمار أوكرانيا، في إطار مساعٍ تقودها إدارة ترامب لتحقيق تسوية سلمية للحرب التي دخلت عامها الثالث منذ الاجتياح الروسي عام 2022.

ويراهن الجانب الأوكراني على هذا الاتفاق كركيزة لإعادة بناء الثقة مع إدارة ترامب، التي شهدت علاقاتها مع كييف توترات منذ توليه السلطة في يناير الماضي. وتعتبر كييف أن الاتفاق سيُسهم في ضمان استمرار الدعم الأميركي في مواجهة العدوان الروسي.

وتُظهر صور نشرتها وزارة الخزانة الأمريكية على منصة “إكس” توقيع وزير الخزانة سكوت بيسينت ونائبة رئيس الوزراء الأوكراني الأولى يوليا سفيريدينكو على الاتفاق. وأكدت الوزارة أن الاتفاق يمثل “التزامًا واضحًا من إدارة ترامب بدعم أوكرانيا حرّة وذات سيادة وازدهار”.

وذكرت سفيريدينكو أن الاتفاق يتيح مساهمات مالية أمريكية في الصندوق، مشيرة إلى إمكانية شمول مساعدات دفاعية إضافية، من بينها أنظمة دفاع جوي، وإن لم تُؤكد واشنطن رسميًا هذا البند.

وتحتفظ أوكرانيا، بموجب الاتفاق، بحقوقها السيادية الكاملة في تحديد مواقع ونوع المعادن التي ستُستخرج، مع تأكيد احتفاظ الدولة الأوكرانية بملكية باطن الأرض. وتُعد البلاد من أغنى الدول بالمعادن النادرة التي تدخل في صناعات استراتيجية، وسط مساعٍ أمريكية لتقليص الاعتماد على الصين التي تهيمن على السوق العالمي.

كما يشمل الاتفاق التزامًا بعدم تحميل أوكرانيا أي ديون تجاه الولايات المتحدة، وهو ما اعتبرته كييف مكسبًا تفاوضيًا مهمًا، خصوصًا في ظل رفضها سابقًا لبند كان ينص على ضرورة سداد المساعدات العسكرية الأمريكية السابقة.

ورغم أن الاتفاق لا يتضمن أي ضمانات أمنية مباشرة، فإن مسؤولين أوكرانيين أكدوا أنه يتماشى مع الدستور الأوكراني وخطط الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

وفي سياق متصل، كشفت تقارير إعلامية عن تزامن مفاوضات الاتفاق مع جهود سلام أمريكية تشمل مقترحات مثيرة للجدل، من بينها الاعتراف بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم وربما أربع مناطق أوكرانية أخرى، وهو ما يرفضه الرئيس فولوديمير زيلينسكي بشدة.

واعتبرت سفيريدينكو أن الاتفاق يحمل رسالة طمأنة إلى الشركاء الدوليين، مفادها أن التعاون طويل الأمد مع أوكرانيا “ممكن وموثوق”.

ويُذكر أن واشنطن تُعد أكبر مانح عسكري لأوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي، بمساعدات تتجاوز 72 مليار دولار، وفق بيانات معهد كيل الألماني.

مقالات ذات صلة