النائب السابق مصطفى زروال … صنيعة أويحي ينتحل تاريخ المناضلين ليشوه حقائق الحاضر

اطلعت بالصدفة على محتوى بيان يحمل توقيع جهة تسمي نفسها “ودادية الجزائريين في أوروبا” عن منطقة جنوب فرنسا، ولا أنكر أني في البداية فرحت وقلت ربما هي نفسها الودادية ذات الإرث التاريخي الكبير قد عادت بنفس جديد وحركية جديدة، ملتزمة بنفس الخط النضالي ومتشبثة بقيم الوطنية الخالصة، ومدافعة صادقة عن الجالية الجزائرية في أوروبا، كما فعلت دوما خلال سنوات طويلة بعد استقلال بلادنا.
لكن خيبتي كانت كبيرة عندما وجدت البيان المزعوم يطعن في الظهر مؤسسات الدولة وينتقص من جهودها الدؤوبة لصالح الجالية، وزادت دهشتي لما رأيت البيان يحمل توقيع أحد البرلمانيين السابقين عن حزب التجمع الوطني الديموقراطي، الذين صنعهم أحمد أويحيى عندما كان هو الآمر الناهي، وفرضهم في القوائم الانتخابية، وهو المدعو مصطفى زروال، الذي يبدو أنه لم يجد وسيلة للفت الانتباه إليه بعد أن اختفى سنوات طويلة، سوى التلاعب بتاريخ المناضلين وتسويه حقائق الحاضر، ففهمت حينها ان هذا الكيان الوهمي الجديد الذي تجرأ على تشويه وانتحال شخصية ودادية الجزائريين في أوروبا، ليس سوى محاولة أخرى فاشلة ويائسة لابتزاز جاليتنا، وخدمة المصالح الشخصية الضيقة باسمها، وهذه المرة
وقفت محتارا أتساءل: كيف يمكن لإنسان وطني منصف أن يتجاهل تماما الجهود التي بذلتها الدولة لصالح الجالية منذ مجيئ الرئيس عبد المجيد تبون، لماذا لا نذكر تخصيص حصص من برامج السكن الترقوي العمومي في الجزائر لفائدة أفراد الجالية الوطنية المقيمة بالخارج، لماذا لا نتحدث عن توسيع النظام الوطني للتقاعد ليشمل الرعايا الجزائريين المقيمين بالخارج, الأجراء منهم وغير الأجراء، وكيف لا نشير ولو عرضا لقرار الرئيس في عديد المناسبات الدينية والوطنية الهامة، تخفيض أسعار النقل الجوي والبحري بنسبة 50 بالمائة لفائدة أفراد الجالية الوطنية بالخارج، ، لماذا ننسى التكفل التام وعلى عاتق الدولة بنقل جثامين المواطنين الذين وافتهم المنية في ديار الغربة،
لماذا لا يتحدث هدا المنتج الخالص للسيد أويحيى والكيان الوهمي الذي يتحدث باسمه، عن إشراك الجالية الجزائرية في التنمية الاقتصادية الوطنية، عبر تحفيزها على الاستثمار وتشجيعها على المساهمة في استراتيجية ترقية الصادرات خارج المحروقات واستقطاب مدخراتها، من خلال فتح بنوك ووكالات بالخارج، و تشجيع الكفاءات والباحثين والأساتذة والخبراء رفيعي المستوى على المساهمة بمهارتهم وخبراتهم وتخصصاتهم
هذا القليل مما تحقق حتى الآن ولا زال الرئيس وخلفه كل مؤسسات الدولة مجندة لتقديم المزيد
الحقيقة إن هذا الموقف المخزي يعكس الحقد التي سكن عقول وقلوب أمثال السيد زروال مصطفى، بسبب ما يرونه من إنجازات الجزائر الجديدة ومسارها في تطهير البلاد من الفاسدين الذين عبثوا بمقدرات وثروات الأمة طوال سنوات، لكن القافلة ستستمر في طريقها غير آبهة بنباح الكلاب
حميد-ب
إطار جزائري مقيم بفرنسا