الشرطة التركية توقف 100 شخص بتهم الفساد بينهم رئيس بلدية إسطنبول
أوقفت الشرطة التركية صباح الأربعاء رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، مع 99 شخصا آخرين، في إطار تحقيقات تتعلق بقضايا فساد مالي وارتباطات بتنظيم إجرامي.
ويأتي توقيف إمام أوغلو، المنتمي لحزب الشعب الجمهوري المعارض، عقب إلغاء شهادته الجامعية مساء الثلاثاء. وأعلنت النيابة العامة في بيان لها أنه تم تصنيفه “زعيم منظمة إجرامية”، مشيرة إلى تورطه في قضايا فساد وتلاعب مالي داخل بلدية إسطنبول الكبرى.
وأوضح البيان أن التحقيقات انطلقت بعد نشر مقاطع فيديو تحت عنوان “مشاهد عدّ الأموال داخل حزب الشعب الجمهوري”، وهو ما دفع النيابة العامة إلى فتح تحقيق في مزاعم جمع تبرعات غير قانونية.
شهادات تكشف تورط مسؤولين بارزين في قضايا فساد في بلدية إسطنبول
كشفت شهادات أدلى بها عدد من رجال الأعمال عن تورط مسؤولين بارزين في قضايا فساد داخل بلدية إسطنبول الكبرى، حيث أُجبروا على التبرع بأموال تحت التهديد، بالإضافة إلى تحقيق مكاسب غير مشروعة من خلال عمليات بيع وشراء وهمية.
وأكدت التحقيقات أن الأموال غير القانونية تم نقلها عبر ما يُعرف بـ”الخزائن السرية”.
وفي السياق ذاته، كشف بيان النيابة العامة عن وجود مخالفات مالية واسعة النطاق في عقود الإعلانات الخارجية والمناقصات التي أبرمتها بلدية إسطنبول الكبرى وشركاتها التابعة، مما يعكس حجم الفساد المستشري داخل مؤسسات المدينة.
اتهامات رسمية وأوامر اعتقال
واعتمدت النيابة العامة في اتهاماتها على تقارير من وحدة مكافحة الجرائم المالية (MASAK)، وتحقيقات خبراء الضرائب، إضافة إلى شهادات الشهود والأدلة المادية. وبناءً على ذلك، جرى توجيه الاتهام رسمياً إلى إمام أوغلو وقيادات أخرى، من بينهم مراد أونغون، تونجاي يلماز، فاتح كيليش، وأرتان يلدز، إضافةً إلى 95 مشتبهاً آخر، ليصبح إجمالي المتهمين 100 شخص.
وأكد بيان النيابة العامة أن المشتبه بهم يواجهون تهماً تتعلق بإدارة تنظيم إجرامي والانضمام إليه، إضافةً إلى تهم الرشوة والابتزاز، والاحتيال المالي المنظم، وغسل الأموال، والتلاعب بالمناقصات العامة، فضلاً عن الاستيلاء غير القانوني على البيانات الشخصية.
وبدأت الشرطة التركية عمليات التفتيش والاعتقال ومصادرة الممتلكات، تمهيداً لاستكمال التحقيقات وإحالة المتهمين إلى القضاء.
إمام أوغلو يصف اعتقاله بـ”الانقلاب على إرادة الشعب”
ظهر رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، في مقطع فيديو نشره عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس”، عقب صدور قرار احتجازه، حيث بدا وهو يرتدي ملابسه استعداداً للمغادرة مع قوات الأمن. وقال في تصريحاته إن “إرادة الشعب تتعرض للانقلاب”، في إشارة إلى اعتقاله من قبل الشرطة التركية.
https://x.com/ekrem_imamoglu/status/1902211651023118590?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1902211651023118590%7Ctwgr%5Eb592448c352cf38d4aee82323078bd59bf7d426c%7Ctwcon%5Es1_c10&ref_url=https%3A%2F%2Fwww.syria.tv%2FD8A8D98AD986D987D985-D8B1D8A6D98AD8B3-D8A8D984D8AFD98AD8A9-D8A5D8B3D8B7D986D8A8D988D984-D8A7D984D8B4D8B1D8B7D8A9-D8A7D984D8AAD8B1D983D98AD8A9-D8AAD988D982D981-100-D8B4D8AED8B5-D8A8D8AAD987D985-D8A7D984D981D8B3D8A7D8AF
أشار أكرم إمام أوغلو، الذي فاز برئاسة بلدية إسطنبول للمرة الثانية على التوالي في الانتخابات المحلية العام الماضي، إلى أن “هناك من يحاول فرض إرادته على الأمة”، مضيفا أن ضباط الشرطة قد وصلوا إلى باب منزله. وأوضح قائلا: “نحن نواجه طغيانا واسعا، ولكنني أستسلم لشعبي وسأواصل النضال ضد هذا النهج الاستبدادي”.
وتعد هذه القضية واحدة من أكبر قضايا الفساد المالي التي تواجهها بلدية إسطنبول، ومن المتوقع أن يكون لها تداعيات سياسية كبيرة، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة بين الحكومة وحزب الشعب الجمهوري المعارض.
