قال سفير تركيا لدى الجزائر، محمد مجاهد كوجك يلماز، إن حجم التجارة الثنائية بين البلدين بلغ 5.3 مليارات دولار خلال العام الماضي، مؤكدا عزم البلدين على رفع الرقم إلى 10 مليارات دولار.
جاء ذلك، في مقابلة أجرتها وكالة أنباء الأناضول مع كوجك يلماز، تحدث فيها عن ماضي ومستقبل العلاقات التركية الجزائرية، قبيل زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الجزائر، التي يبدأها اليوم الثلاثاء.
كوجك يلماز، أكد أن تركيا والجزائر تجمعهما علاقات بدأت عام 1516، عندما أرسل السلطان سليم الأول (ياوز)، بربروس خير الدين باشا وإخوته إلى الجزائر، بدعوة من الجزائريين، لحمايتها من الهجمات التي تشن عليها من القارة الأوروبية.
وذكر كوجك يلماز أن فترة الاستعمار الفرنسي التي استمرت 132 عاما في الجزائر، انتهت عام 1962 بعد صراع دموي مرير.
وقال: “هنا يظهر تشابه مهم بين الجزائر وتركيا.. فهما نموذجان ناجحان قارعا الاستعمار في العالم الإسلامي“.
وتابع: “في الواقع، امتلك البلدان في الماضي شراكة قوية للغاية.. قبل الفترة الاستعمارية، كانا يقيمان تعاونا أدى إلى تحويل حوض البحر المتوسط إلى بحيرة مسلمة“.
وأشاد بالموقف المشترك لتركيا والجزائر بشأن القضية الفلسطينية، وقال: “في الواقع، نرى أنه عندما كان البلدان قويين، نجحا في إرساء الأمن وتعزيز أواصر السلام.. هذا يكشف في الواقع عن حاجة النظام العالمي لدول عادلة وقوية مثل تركيا والجزائر“.
10 مليارات دولار
وذكر كوجك يلماز أن الاستثمارات التركية في الجزائر تتجاوز اليوم 6 مليارات دولار، بينما بلغ حجم التجارة بين تركيا والجزائر 5.3 مليارات دولار عام 2022، وأ”نتوقع أن يتجاوز الرقم 6 مليارات دولار في 2023“.
وقال: “كما نعمل مع الجزائر على الوصول إلى حجم تجارة ثنائي يبلغ 10 مليارات دولار في أقرب وقت ممكن، وهو الهدف الذي حدده رئيسا البلدين التركي رجب طيب أردوغان، والجزائري عبد المجيد تبون“.
كوجك يلماز ذكر أنه بدأ ممارسة مهامه الرسمية بالجزائر بداية سبتمبر/ أيلول الماضي؛ وقال: “لدينا العديد من الخطوات التي يتعين علينا اتخاذها، وأهمها تنفيذ اتفاقية تحفيز الاستثمار المتبادل بين البلدين“.
وأشار إلى أنه من المتوقع تجديد الاتفاقية بين الشركة الوطنية الجزائرية للنفط والغاز (سوناطراك) وشركة خطوط أنابيب البترول التركية “بوتاش“.
وشركة “بوتاش” عمومية تركية تختص بتزويد السوق التركي بالغاز، حيث تقوم سوناطراك بتزويدها بالغاز الطبيعي منذ 1988 لا سيما عبر مرفأ مرمرة.
ينص العقد الحالي الموقّع بين “سوناطراك” و”بوتاش” على رفع حجم صادرات الغاز الجزائري إلى تركيا لنحو 5.4 مليارات متر مكعب سنويا، بدلا من 4.4 مليارات متر مكعّب المتضمنة في العقد السابق.
وأوضح السفير التركي أن هناك أكثر من 10 اتفاقيات، بعضها يتعلق بالبعد الاقتصادي وبعضها بالبعد الثقافي، منها افتتاح فرع لبنك الزراعة التركي ومدرسة لمؤسسة المعارف الوقفية ومركزًا ثقافيًا تركيًا (معهد يونس أمره) بالجزائر.
مصدر للطاقة
وأشار كوجك يلماز إلى أن الجزائر بالنسبة لتركيا بمثابة بوابة كبيرة إلى إفريقيا، وأن تركيا بالنسبة للجزائر بوابة إلى آسيا الوسطى وشرق آسيا.
وقال: “عندما أنظر إلى الجزائر، أرى بلدًا لديه شيء تقريبًا من كل شيء في العالم، بمعنى آخر، فالجزائر بلد غني بالموارد المعدنية والغاز الطبيعي والنفط“.
وأضاف: “إنه بلد قادر على إنتاج جميع أنواع الخضروات والفواكه والمواد الغذائية، كما لديه صحراء شاسعة، وموارد تعد الأكبر في العالم من المياه الجوفية تحت الصحراء“.
وذكر أن رواد الأعمال الأتراك مهتمون بالاستثمار في الجزائر، وتحقيق أرباح مهمة بالتعاون مع الإخوة في الجزائر، وكذلك التعاون مع النظراء في الجزائر من أجل التصدير المشترك إلى بلدان أخرى“.
صداقة قوية
وأشار كوجك يلماز إلى أهمية الانسجام القوي بين رئيسي البلدين، وقال: “تعتبر تركيا حليف قوي وبلد شقيق للجزائر.. كما أن الجزائر حليف قوي وبلد شقيق بالنسبة لتركيا“.
وأكد أن أنقرة لن تنسى الدعم الذي قدمته الجزائر ورئيسها تبون لتركيا عقب زلزال قهرمان مرعش في 6 فبراير/ شباط 2023