يحي العالم هذا الخميس اليوم العالمي للسياحة للتأكيد على أهميتها في تحقيق التنمية المستدامة والسلام العالمي, في وقت تستمر فيه جرائم الكيان الصهيوني في ابادة النشاط السياحي في الاراضي الفلسطينية المحتلة في انتهاك صارخ لكل القوانين و الاعراف الدولية.
وبالتزامن مع هذه الذكرى السنوية التي يحتفل بها هذا العام تحت شعار “السياحة والسلام”, لاتزال الة الحرب الصهيونية تستهدف القطاع السياحي الفلسطيني لضرب الاقتصاد وزعزعة الاستقرار والسلام في المنطقة.
ويستهدف المحتل الاجرامي المتاحف والمعالم والمواقع الدينية والتاريخية في فلسطين, مهد الحضارات التاريخية والدينية, منذ النكبة التي بدأت قبل 76 عاما, الى غاية اللحظة, حيث تتعرض المباني التاريخية, بما في ذلك الكنائس والمساجد القديمة والبيوت والاسواق التي تعكس عمق الحضور الفلسطيني في أرضه, الى مجزرة ثقافية بشعة, في محاولة لطمس هوية وذاكرة الشعب الفلسطيني.
وقد تعرضت متاحف ومساجد عريقة وتاريخية الى دمار شبه كامل في مختلف مناطق القطاع من بينها أسواق وبيوت أثرية لاسيما في البلدة القديمة, بالإضافة الى الاضرار التي الحقت بعدد من الكنائس والأديرة والمقابر القديمة والحمامات.
ومن ضمن هذه المواقع الثمينة التي تعرضت للتدمير والتجريف الصهيوني, ميناء “الأنثيدون” الأثري, الواقع شمال غربي القطاع, والذي صنفته منظمة اليونسكو ضمن المواقع الأثرية المهمة, وكنيسة “القديس بريفيريوس” ودير القديس هيلاريون (تل أم عامر), الواقع في منطقة “أم التوت” التي كانت على تقاطع طرق رئيسة للتجارة والتبادل بين آسيا وأفريقيا, والمدرج كذلك على قائمة اليونسكو للتراث العالمي, وقلعة برقوق الأثرية بمدينة خان يونس في غزة وقد شيدت في القرن الرابع عشر وكانت تعد حصنا للتجار المتنقلين بين مصر ودمشق.
وكشف تقرير مشترك للجهاز المركزي للإحصاء ووزارة السياحة الفلسطينية, بمناسبة يوم السياحة العالمي, أن الاحتلال دمر نحو 5 آلاف منشأة سياحية في غزة منذ بدء عدوانه في السابع أكتوبر الماضي, فيما شهدت فنادق الضفة الغربية تراجعا حادا في عدد النزلاء خلال النصف الأول من العام الجاري.
وأشار ذات التقرير الى تدمير حوالي 4992 منشأة تعمل في نشاط السياحة, منها 3450 منشأة في نشاط المطاعم وتقديم المشروبات و921 منشأة في الانشطة الابداعية والفنون وأنشطة الترفيه الأخرى و182 منشأة في صناعة وبيع منتجات الحرف اليدوية والهدايا التذكارية و173 منشأة في أنشطة الفنادق والاقامة والمنشآت المشابهة.
كما تسبب العدوان في فقدان 15265 عامل في نشاط السياحة لوظائفهم, منهم 10887 عامل في أنشطة المطاعم وتقديم المشروبات و2277 في الانشطة الابداعية والفنون وأنشطة الترفيه الأخرى و964 عامل في أنشطة الفنادق والإقامة والمنشآت المشابهة.
هذا وشهدت المواقع السياحية في الضفة الغربية خلال النصف الأول من عام 2024 تراجعا في حركة الزوار المحليين نتج عنها ما يزيد 1.2 مليون زيارة إلى المواقع السياحية والحدائق والمتنزهات المختلفة بانخفاض 39% عن ذات الفترة من عام 2023, استنادا الى ذات المصدر.