حافظت الجزائر على مكانتها كأول مورد للغاز في السوق الإسباني في جوان 2024، بحصة سوقية بلغت 45.2 بالمائة، متقدمة على منافسيها بفارق كبير، وهما روسيا والولايات المتحدة، اللتين تحصلتا على التوالي على المركز الثاني والثالث بنسبة 19.9 بالمائة و11.5 بالمائة من حصة السوق.
وارتفعت الواردات الإسبانية للغاز الجزائري، حسب التقرير الأخير للوكالة الإسبانية “إيناغاز، بنسبة 114.6 بالمائة في جوان الماضي مقارنة بنفس الشهر من 2023، لتصل إلى 12936 جيغاواط، وأرجع التقرير ذلك إلى تنويع طرق الإمداد، حيث تم تسليم 8646 جيغاواط عبر خط أنابيب الغاز الطبيعي و4290 جيغاواط ساعة في شكل الغاز الطبيعي المسال.
وأشارت الوكالة في تقريرها إلى أنّ خط أنابيب الغاز “ميدغاز”، الذي يربط البلدين مباشرة، يلعب دورا حاسما في تأمين الإمدادات إلى إسبانيا، في وقت يحظى الغاز الطبيعي المسال الجزائري بطلب قوي في السوق الأوروبية، لاسيما في سياق تداعيات الحرب في أوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا.
وعلى هذا الأساس، انخفضت شحنات الغاز الروسي إلى إسبانيا بنسبة 26 بالمائة في جوان مقارنة بشهر جوان 2023، متأثرة بالعقوبات الأوروبية والوضع الجيوسياسي المتوتر، كما انخفضت الواردات من الولايات المتحدة بنسبة 38 في المائة خلال نفس الفترة، لتصل إلى 3279 جيغاواط في الساعة.
وكشفت مؤشرات “إيناغاز” أنّ الغاز الطبيعي المسال لا يزال المصدر الرئيسي لإمدادات الغاز لإسبانيا، حيث يمثل 60 بالمائة من الواردات في يونيو 2024. مع ذلك، انخفضت هذه الحصة مقارنة بالعام الماضي، حيث بلغ الغاز الطبيعي المسال 74.6 في المائة مقابل 25.4 في المائة للغاز الذي يتم نقله عبر خط الأنابيب.
ومن هذا المنطلق، احتفظت الجزائر في النصف الأول من عام 2024، كمورد أول للغاز الطبيعي نحو إسبانيا بنسبة 37.3 بالمائة من إجمالي الواردات، متقدمة على روسيا (21.9 بالمائة) والولايات المتحدة (18.6 بالمائة)، وعلى هذا الأساس “بلغت مخزونات الغاز الطبيعي في إسبانيا ـ حسب نفس التقرير ـ مستوى ملء بنسبة 95 بالمائة في نهاية جوان”، في حين أن “محطات إعادة الغاز الطبيعي سجلت معدل شغل بنسبة 63 بالمائة.
وانخفض الطلب على الغاز الطبيعي في السوق الإسبانية بنسبة 19.8 بالمائة مقارنة بشهر جون 2023 وبنسبة 7.2 بالمائة في النصف الأول من عام 2024 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.