التمور الإسرائيلية في المغرب.. صمت رسمي يُبرره التطبيع وحملة شعبية لمقاطعتها

كشفت الحملة الفلسطينية لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية عن قائمة جديدة من أسماء العلامات التجارية للتمور الإسرائيلية التي تُباع في الأسواق العربية على رأسها السوق المغربية، وكشفت عن اسم أحد أكبر المصدرين في إسرائيل للتمور يسمى “هاديكلايم- Hadiklaim” وأوصت بعد شراء أي تمور تحمل هذا الاسم.
وقال المصدر ذاته، إن هذه المجموعة الإسرائيلية العملاقة، تبيع التمور الإسرائيلية في محلات السوبر ماركت تحت هذه الأسماء: الملك سليمان، نهر الأردن، ونهر الأردن بيو-توب، وكذا أوصت بتجنب هذه الشركات: Mehadrin، MTex، Edom، Carmel Agrexco، وArava.
وبحسب المعطيات المتوفرة فإن نوعاً من التمور الإسرائيلية من صنف “تمور مدجول” الفاخرة موجودة حاليا في الأسواق المغربية بمناسبة شهر رمضان، وهو ما عاينته مواقع إخبارية مغربية، كما تؤكده حملة “مقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل” في المغرب المعروفة اختصاراً بـ “BDS”.
من نفي رسمي إلى الصمت المطبق
المغرب، وعلى لسان مسؤوليه الحكوميين، ظل في السنوات الأخيرة، قبل اتفاقية التطبيع، ينفي علمه بوجود التمور الإسرائيلية، وجاء على لسان وزير الفلاحة أنداك عام 2019، عزيز أخنوش، والذي يرأس اليوم الحكومة، حين سئل عن بيع التمور الإسرائيلية في السوق المغربية: “لا يمكنني مراقبة كل ما يدخل أو يخرج من المغرب”
وفي نفس السنة، وخلال حملة مقاطعة قوية، نفى الوزير المغربي المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالشؤون العامة والحكامة أنداك لحسن الداودي، استيراد بلاده التمور الإسرائيلية تزامناً مع اقتراب شهر رمضان، واصفاً ما يتداوله النشطاء بشأنها بـ”الشائعات”.
وبعد اتفاقية التطبيع، لم يعد الجانب الرسمي يهتم بموضوع مقاطعة التمور، أو المنتجات الإسرائيلية، إذ خرجت العلاقة بين البلدين إلى العلن، وأكثر من ذلك بلغ حجم التبادل التجاري بين المغرب وإسرائيل 38.5 مليون دولار في النصف الأول من عام 2023، بزيادة قدرها 96.43 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام 2022 بحسب بيانات المكتب المركزي الإسرائيلي للإحصاء.
وأشار معهد إبراهيم اتفاقات السلام (AAPI) في أحدث إصدار له إلى استخدام أرقام من مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، وتتعلق آخر الأرقام التي نشرتها الأخيرة بشهر يونيو المنصرم، حيث بلغت التجارة بين البلدين 6 ملايين دولار، بزيادة قدرها 62.16 في المائة مقارنة بشهر /يونيو/ من عام2022. وللمقارنة، بلغت التجارة بين إسرائيل والإمارات 259.9 مليون دولار. في يونيو 2023، على الرغم من انخفاض بنسبة 14.25% عن يونيو 2022.
وفي رمضان هذا العام، الذي يشهد حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، دعا نشطاء المسلمين في أوروبا إلى قراءة ملصقات التمور قبل شراءها، ومقاطعة التمور التي تأتي من مزارع الأراضي المحتلة أو مزارع إسرائيلية في جنوب إفريقيا، منوهين أن الأموال المستخدمة في هذه الصناعة ملوثة بدماء الأبرياء في فلسطين وغزة والدخل الناتج عنها يُستخدم في سفك دماء أطفال غزة.
وأقر رئيس قسم التمور في “مجلس النبات الإسرائيلي” أمنون غرينبيرغ بأن إسرائيل تواجه حاليا حملة مقاطعة واسعة في أوروبا ضد جميع أنواع التمور الإسرائيلية.