طالب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات عاجلة وملموسة، لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، و جاء ذلك في بيان لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي لمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن التكتل الأفريقي سيعمل مع الجهات الدولية الفاعلة الأخرى على ضمان إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال فكي إن اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، المصادف للثلاثين نوفمبر من كل عام، مناسبة لإعادة تأكيد التزام المجتمع الدولي بدعم القضية العادلة للحرية ودولة لفلسطين، لافتا إلى أن اندلاع الأعمال العدائية المستمرة في غزة والأراضي المحتلة يشكل انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، ويترك عواقب لا توصف على حياة المدنيين الفلسطينيين بشكل خاص، وعلى السلام في المنطقة بشكل عام، وداعيًا إلى ضرورة وقف الحرب بشكل دائم، وإطلاق الرهائن.
وشدد على أن مفوضية الاتحاد الأفريقي ستواصل دعوة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته فيما يتعلق بقضية فلسطين، وتنفيذ جميع قرارات الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة المعتمدة منذ العام 1948 حتى الآن، التي تهدف إلى التوصل إلى حل سلمي يحترم الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني.
الدعم الأفريقي للقضية الفلسطينية
وجدد أيضًا تأكيد أن الدعم الأفريقي للقضية الفلسطينية يرتكز على قيم الحرية والعدالة والمبادئ الإنسانية التي تدافع عنها أفريقيا في المحافل الدولية جنبا إلى جنب مع كل من يسعون إلى ضمان استعادة فلسطين حقها في الوجود كدولة رئيسية قابلة للحياة في الشرق الأوسط.
وأعربت مفوضية الاتحاد الأفريقي عن قلقها العميق إزاء عواقب السياسات والإجراءات الأحادية الجانب، بما في ذلك الحرب المستمرة على قطاع غزة، التي تسهم في تفاقم الوضع الإنساني المدمر الذي يرقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، منوها بأن المسيحيين والمسلمين محرومون بشكل أساسي من ممارسة شعائرهم الدينية في القدس.
وتابع: «الحرب المدمرة الحالية في غزة وعمليات القتل الجماعي أمر لا يطاق بالنسبة للضمير الإنساني. نحن نحني رؤوسنا حزنا على مقتل الآلاف من المدنيين الأبرياء، بما في ذلك عدد غير متناسب من الأطفال».
وذكّر فكي بأن سلطات الاحتلال واصلت، قبل الحرب الحالية، بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال العقود السبعة الماضية، وهو ما يعتبر انتهاكًا واضحًا للأعراف والمعايير الدولية، لافتا إلى أن هذه المستوطنات غير القانونية تسهم في التهجير القسري، ومحدودية الوصول إلى الموارد الأساسية، بما في ذلك الأرض والمياه والغذاء والسكن.
وأكد أن استمرار نظام الفصل وعدم المساواة الهيكلية بين الفلسطينيين والإسرائيليين أصبح مشابهاً لنظام الفصل العنصري الذي حدث في الجنوب الأفريقي، مرحبا في الوقت نفسه بالقرارات الإنسانية التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة، التي تدعو إلى هدنة إنسانية فورية، ووقف الأعمال العدائية ضد المدنيين في غزة.
إفريقيا تضعد وتقطع طريق الاختراق على إسرائيل
وأظهرت عديد الشعوب والحكومات الإفريقية تضامنا كببرا من الفلسطينيين ضد العدوان الاسرائيلي المتواصل في الأراضي المحتلة، ما زاد من إغلاق الباب في وجه محاولات إسرائيل اختراق المنظمة السمراء.
ففي جنوب افريقيا لم تتوقف المسيرات الداعمة للفلسطينيين التي يقودها حزب المؤتمر الافريقي الحاكم مع طيف واسع من المنظمات الحقوقية و مؤسسات المجتمع المدني، وصوت برلمان الدولة المحورية في الاتحاد الافريقي على قطع العلاقات وسحب سفير وتبادل سحب سفيري البلدين، ووواجهت اسرائيل ايضا موقفا متشددا ضدها من حكومة نيجيريا، الدولة الأساس في غرب إفريقيا وداخل أروقة الاتحاد الافريقي، وفي الجزائر التي لعبت دورا متقدما في طرد ممثل إسرائيل من اجتماعات الاتحاد التي أراد المساركة فيها بصفة ملاحظ قبل أشهر، عرف الموقف الرسمي والشعبي تصعيدا كبيرا، لدعم جهود قانونية كبيرة لمحاكمة الاحتلال الإسرائيلي أمام محكمة الجنايات الدولية عل جرائم الحرب المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني الأعزل