افتتح يوم الاثنين بالجزائر العاصمة معرض للفنان التشكيلي, بن شيخ بشير, تحت عنوان “الطبيعة”, قدم فيه مجموعة من الأعمال الفنية ذات الاتجاه التصويري الواقعي التي ترصد بجمالية مختلف مكونات الطبيعة الجزائرية الساحرة وكذا عناصر التراث الثقافي الوطني.
ويحتضن رواق الفنون “عائشة حداد” بداية من اليوم مجموعة متنوعة من إبداعات التشكيلي العصامي, بن شيخ بشير, تتمثل أساسا في مناظر طبيعية تعبر عن تنوع الطبيعة في الجزائر ومختلف المظاهر اليومية للحياة الاجتماعية, على غرار الصحراء بكثبانها المتماوجة ونخيلها وواحاتها وعناصر ثقافتها الضاربة في عمق التاريخ, وكذا العمران والألبسة التقليدية والمجوهرات وأشجار زيتون والشواطئ وغيرها.
وبأسلوب يستحضر الذاكرة والواقع بكل ما تكتنزه من عناصر تعكس الموروث الثقافي المادي واللامادي الجزائري, يقترح الفنان على زوار المعرض رحلة فنية من خلال أعمال تسلط الضوء على تنوع وجمال وسحر الطبيعة في الجزائر وتبرز أيضا مختلف التقاليد والعادات الاجتماعية التي تميز كل شبر من تراب الجزائر.
ويستلهم هذا الفنان أعماله الزيتية, التي يقارب عددها 30 لوحة بمختلف الأحجام والتأطير, من عناصر البيئة والطبيعة في الجزائر, من واجهات بحرية وشواطئ وجبال وهضاب وصحراء, وكذا الطيور فوق أغصان الأشجار والأزهار والفاكهة والخضراوات, وذلك برؤية فنية مفعمة بالشاعرية والأحاسيس.
ومن عناوين أعماله المعروضة “البيت القديم للفنان”, وهو بمثابة تكريم لعائلته, حيث يبرز لقاء حميميا داخل منزل تقليدي بعمارته العريقة وأفرادها متجمعون حول موقد نار لإعداد الأكلات الشعبية وهم بأبهى لباس تقليدي, في إطار ديكور داخلي يعكس حنين الفنان للطفولة والماضي في القرية التي ولد بها ببجاية.
كما يعرض الفنان أعمالا حول يوميات جني الزيتون بجبال القبائل, بينما تحيل أخرى إلى أجواء حي القصبة العريق بكل ما يحمله من موروث نضالي وتراث وفن وموسيقى, فضلا عن رصد الأجواء العائلية ومناظر الواجهة البحرية للجزائر العاصمة, أين يقتنص منها الفنان حركة السفن وأمواج البحر المتلاطمة, وكذا ميناء الصيد البحري والسوق وغيرها.
وفي هذا الإطار, أشار بن شيخ بشير, ل/وأج, وهو من مواليد 1944, أنه “فنان عصامي اكتشف موهبته في الرسم مبكرا حيث انخرط منذ بداية السبعينات في جمعية الفنون الجميلة بالجزائر العاصمة وتتلمذ على يد عدد من كبار الفنانين التشكيليين”, كما “شارك في ورشات فنية لتدعيم موهبته الفنية بعناصر أكاديمية”, مبرزا أيضا أنه “يميل في أعماله الفنية للمدرسة التصويرية والواقعية بشكل ملفت, باعتبارها أداة تسمح له بمحاكاة والحفاظ على عناصر الموروث الثقافي الجزائري العريق”.
ويستمر هذا المعرض, الذي تنظمه مؤسسة فنون وثقافة لولاية الجزائر, إلى غاية 19 سبتمبر الجاري.