كشف محافظ الغابات بولاية الطارف، عبد العزيز بلاحجي، عن ارتقاب تصدير كميات من الفلين المنتج بالولاية إلى الصين. مضيفا في تصريح ، أن هذه المادة المنتجة على مستوى غابات الولاية مطلوبة بالخارج، وسيتم بعد إخضاعها إلى عملية التحويل، تصديرها إلى الصين، “التي تنتظر تلبية طلبيتها، من قبل متعاملين اقتصاديين وجدوا ضالتهم في هذه الثروة الاقتصادية، وهو ما من شأنه أن يساهم في تدعيم الخزينة العمومية بأكثر من 11 مليار سنتيم سنويا”.
وأوضح بلاحجي، بأن حملة جني مادة الفلين التي انطلقت في الفاتح من شهر جوان الماضي وتمتد إلى غاية شهر أكتوبر القادم، والتي أسندت فيها المهمة إلى المؤسسة العمومية للهندسة الريفية المختصة في هذا النوع من الأشغال، قد سمحت بتوفير حوالي 300 منصب شغل موسمي لفائدة شباب وسكان المناطق الغابية، موزعين عبر عشر بلديات غابية مشهورة بأشجار الفلين، خاصة الحدودية منها بغية الإسراع في جني مساحات شاسعة مبرمجة لحمايتها من الحرائق لاسيما وأنه ذو جودة عالية جدا.
وتتوقع مصالح ولاية الطارف المعنية بعملية جني الفلين، والتي سطّرت برنامجا لتشديد الرقابة على الأملاك الغابية لحماية الفلين من النهب والتهريب، جني أكثر من 12 ألف قنطار، مع نهاية شهر أكتوبر المقبل، أي ما يعدل خمسة قناطير في الهكتار الواحد، على مساحة إجمالية تقدّر بـ2700 هكتار، وذلك بزيادة حوالي 20 بالمائة مقارنة بإنتاج السنة الماضية الذي كان في حدود الـ10 آلاف قنطار فقط.
وقد تم لحد الساعة، جمع نحو ثمانية آلاف قنطار، من مادة الفلين بنوعيها، ويتربع الفلين البلوطي على مساحة 80 ألف هكتار، ما يمثل 60 بالمائة من المساحة الإجمالية لغابات ولاية الطارف والتي تقدّر بـ168 ألف هكتار، وهو ما جعل ولاية الطارف تحتل المرتبة الثانية وطنيا بعد ولاية تيزي وزو، في إنتاج هذه الثروة الاقتصادية الهامة.
وفي سياق متصل، تتوقع مصالح ولاية الطارف هذه السنة، إنتاج أكثر من 12 ألف متر مكعب من الحطب على مساحة إجمالية قدرها 2510 هكتارا من غابات الكاليتوس، من خلال إسناد عملية الاستغلال لمؤسسات مختصة في المجال على أن يوجّه الـ70 بالمائة من الإنتاج نحو التحويل لبيعه بالمزاد العلني واستعماله في أغراض أخرى، خاصة وأن تلك الأشجار كانت تقطع بطرق عشوائية وتهرب إلى الجارة تونس ويتم بيعه هناك بأسعار باهظة لأصحاب الورشات المختصة في البناء.
وتعمل مختلف المصالح المعنية بولاية الطارف، على تثمين مادة الفلين البلوطي، والتي تعتبر ثروة اقتصادية هامة تشتهر بها البلديات الغابية الـ10 بالولاية، وذلك من خلال تقنين عملية استغلالها لضمان ديمومتها وحمايتها من كل أشكال النهب والسرقة والأضرار الطبيعية التي تهدّدها، خاصة الحرائق، وكذا من خلال تسطير برنامج لتوسيع وتجديد مساحات واسعة من أشجار الفلين، وإعادة تشجير المساحات المحروقة، وتشجيع الاستثمار في هذا المجال، للشباب وخريجي الجامعات والمتعاملين الاقتصاديين، خاصة وأن هذه الثروة الهامة من شأنها أن تدعّم الخزينة العمومية بأكثر 11 مليار سنتيم سنويا، والأكثر من ذلك، فإن هذه المادة مطلوبة في الصين.