• عرفت الجزائر قفزة نوعية في السنوات القليلة الماضية في مجال تحقيق الأمن الغذائي حيث قطعت أشواطا كبيرة بعد سلسلة من الإستراتيجيات الواعدة التي إنتهجها قطاعها الفلاحي بالرغم من الظرف الدولي الصعب .
هذه القفزة جعلت من منظمة الأمم المتحدة للتغذية والزراعة “فاو” تؤكد في العديد من المرات، التقدم الكبير الذي أحرزته الجزائر في مجال الامن الغذائي. كما ابرزت المنظمة الأممية ان الجزائر بإمكانها مساعدة وتقاسم تجربتها في تعزيز الأمن الغذائي، ونشر التغذية الصحية مع عديد الدول، كما صنف المؤشر العالمي للأمن الغذائي الجزائر على رأس قائمة البلدان الافريقية، وفي المرتبة ال 54 من بين 113 بلدا عبر العالم في 2021، كلها مؤشرات تبرز المستوى المتقدم الذي وصلت اليه الجزائر في هذا المجال.
تطوير الزراعة وفتح الاستثمار في المجال الفلاحي
يبدو أن الاهتمام بالمجال الفلاحي في السنوات الأخيرة من طرف السلطات الرسمية للبلاد لما تتوفر عليه من إمكانيات واحداث ثورة نحو الأفضل بالقطاع، بهدف التخلي عن تبعية المحروقات، اضحى واقعا ملموسا من خلال الأرقام والاحصائيات التي تنشرها الهيئات الرسمية والمنظمات الدولية حول واقع القطاع الفلاحي ، حيث أكدت بيانات رسمية أن مساهمة القطاع الزراعي في إجمالي الناتج الاقتصادي للجزائرسنة 2023 بلغت 35 مليار دولار، في الوقت الذي يعرف فيه لإنتاج الزراعي تقدما ملحوظا برقم يصل من 12 في المائة إلى 14 في المائة سنويا ، كما اتخذت الحكومة الجزائرية جملة من التدابير التي في إطار مساعيها تحقيق الأمن الغذائي للبلاد، وهذا بدعوة المستثمرين إلى “الانخراط بقوة” في هذا المسار و خلق أقطاب فلاحية كبرى مدمجة في الولايات الجنوبية ، و من المشاريع الحيوية لتطوير الفلاحة والتي حققتها الجزائر مؤخرا لحماية مواردها البيولوجية، انشاء بنك البذور سنة 2022 و الذي يضم ازيد من 4.000 سلالة نباتية .
الجنوب.. سلة غذاء الجزائريين
أضحى في السنوات الأخيرة استهلاك الجزائريين من الخضر والفواكه في الغالب من الصحراء الجزائرية بكل من ولايات:” بسكرة – واد سوف – أدرار “، بعد النشاط الزراعي الواسع لفلاحي هذه المنطقة والإنتاج الوفير لهذه المنتجات، التي توجه جزءا منها للتصدير، كما أضحت وجهة مفضلة للمستثمرين الأجانب على غرار المشروع الجزائري القطري لإنتاج الحليب المجفف لأول مرة وهو المشروع الذي سيكلف 3.5 مليارات دولار، بشراكة بين الصندوق الوطني الجزائري للاستثمار ، وشركة بلدنا القطرية، بعد سن قانون جديد للاستثمار فتح آفاقجديدة للقطاع ويسمح بالاستفادة من التجربة و التكنولوجيا من أجل تحسين المردود في مجال الزراعات الإستراتيجية.
مواصلة مسار تحقيق الأمن الغذائي للجزائر.. تحدي الحاضر والمستقبل
وضعت الجزائر الجديدة تحقيق أمنها الغذائي وتوفير كافة الظروف لتجسيده في صلب إستراتيجياتها لما لذلك من تأثير على مؤشرات التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، وبشكل أخص على استقلالية القرار السياسي والاقتصادي للدولة، و لم يسبق أن شكلت رهانات توفير شروط الامن الغذائي المستدام أولوية ملحة لدى السلطات الجزائرية مثلما تشكله منذ نحو ثلاث سنوات، وهذا ضمن الرؤية الشاملة والاستشرافية التي يطبقها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ،حيث سجل قطاع الفلاحة في الجزائر قفزة نوعية خلال الأربع سنوات الماضية، بعد بلوغ الإنتاج الوطني من تغطية 75 في المائة من احتياجات السوق الوطني.ا
ستراتيجية واضحة وأهداف مسطرة تعكف الحكومة الجزائرية على تحقيقها ولا تزال في سبيل ضمان أمنها الغذائي.