إعادة تأهيل غابات البلوط الفليني في الجزائر: مشروع مستدام للموارد الغابية
تم الانتهاء من مرحلتين من مشروع “إعادة تأهيل وتطوير المناظر الطبيعية المستدامة لإنتاج غابات البلوط الفليني في الجزائر”، والمتعلقتين بالتشخيص والتعداد البيولوجي، حسبما أفاد به مسؤول من مديرية الغابات.
يتم تنفيذ هذا المشروع النموذجي، الممول من صندوق البيئة العالمي والحكومة الجزائرية، في إطار شراكة بين المديرية العامة للغابات ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “الفاو” وتغطي هذه المبادرة مساحة إجمالية تتجاوز 22,500 هكتار، تمتد عبر غابات بني إدير في جيجل، تاوريرت إغيل في بجاية، وحفير في تلمسان.
وأوضح نائب مدير التهيئة والتعدادات الغابية، مولود نايت إيكان، لوكالة الأنباء الجزائرية، أن الدراسات المنجزة من قبل خبراء وطنيين، والتي تخص المرحلتين الأوليتين للمشروع، قد تم التصديق عليها، وأكد أن العمل المنجز سيساهم في “إنشاء أسس التسيير المستدام للغابات في الجزائر”.
ويهدف المشروع إلى إنشاء أنظمة تسيير مستدامة للغابات تأخذ في الحسبان حماية التنوع البيولوجي وإمكانيات خلق دخل مستدام للسكان المجاورين لهذه المناطق، وأضاف المسؤول أن نتائج هذا العمل ستستفيد منها مشاريع مماثلة في الولايات الأخرى التي تحتوي على غابات من البلوط الفليني.
في هذا السياق، تم إجراء تعداد للتنوع البيولوجي في المواقع المستهدفة، إلى جانب تقييم النظم الإيكولوجية، وتحليل سلاسل القيمة للمنتجات الحرجية غير الخشبية والنباتات العطرية والطبية، وذلك من خلال الاستطلاعات التي أجراها الخبراء بالتعاون مع السكان المحليين. وأظهرت هذه الأعمال إمكانيات تطوير هذه المنتجات وخلق سلاسل قيمة في إطار تطوير المناظر الطبيعية المستدامة، مع التركيز على نباتات مثل لويزة، إكليل الجبل، الخزامى، والمستكا.
إنشاء 60 مؤسسة صغيرة ومتوسطة لترقية مهن استغلال الموارد الغابية
فيما يتعلق بتثمين الموارد الغابية، أفاد السيد نايت إيكان أنه سيتم تنفيذ هذه المرحلة بالتعاون مع الجمعيات المعنية بحماية الغابات وتعزيز منتجاتها. وتتمثل الخطة في إنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة من أجل تعزيز مهن استغلال الفلين وكذلك المواد الحرجية غير الخشبية والنباتات العطرية والطبية.
وقد شرعت المديرية العامة للغابات في حملة توعوية تستهدف السكان المجاورين للغابات والجمعيات، وخاصة النساء، لتشجيعهم على تشكيل جمعيات وتعاونيات بهدف تثمين النباتات العطرية والطبية وإحياء مهن صناعة الفلين.
ومن المتوقع في هذه المرحلة “إرساء آلية تشاركية لإدارة المواقع الثلاثة من خلال إنشاء 60 مؤسسة صغيرة ومتوسطة، بمعدل 20 مؤسسة لكل موقع، مع تخصيص 30% من هذه المؤسسات للنساء”، كما أشار المسؤول.
من ناحية أخرى، يعمل المكتب الوطني للدراسات (بنيدر) على إعداد مخطط لتسيير إعادة تأهيل غابات الفلين، حسب تأكيد السيد نايت إيكان. هذا المخطط، الذي ستقوم المديرية العامة للغابات بإعداده، سيشمل تأهيل شبكة الدفاع ضد حرائق الغابات عبر تحسين البنية التحتية الغابية مثل المسارات، تحديث مصادر المياه، وتطوير محطات المراقبة والخنادق الوقائية.
كما سيتضمن المخطط إعادة تأهيل مشاتل إدارة الغابات من خلال تقييم احتياجاتها لتمكينها من أداء دورها في إعادة تأهيل النظم البيئية المتدهورة، وفي نهاية هذه المرحلة، سيتم إعداد مخطط عمل يتضمن الميزانيات اللازمة لتنفيذ هذه الخطوة.
وقد تم تخصيص “غلاف مالي قدره 27 مليون دولار على مدار خمس سنوات” لمشروع “إعادة تأهيل وتطوير المناظر الطبيعية المستدامة لإنتاج غابات البلوط الفليني في الجزائر”، الذي يشمل بعدًا اقتصاديًا، اجتماعيًا وبيئيًا، يندرج هذا المشروع في إطار سياسة التنمية الغابية للقطاع حتى عام 2035، وهو يهدف إلى التسيير المستدام للثروات الغابية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة وفقًا لأجندة 2030 للأمم المتحدة.
تغطي غابات الفلين 11% من مساحة الغابات في الجزائر، بمجموع 440,000 هكتار، منها 15,000 هكتار كمنطقة إنتاجية.
