آخر الأخبار

إصدار حكم بالسجن لمدة سنتين على مدون مغربي معارض للتطبيع

حكمت المحكمة الابتدائية في مدينة طنجة بالسجن النافذ لمدة سنتين ضد الناشط رضوان القسطيط، المنتمي لجماعة “العدل والإحسان”، بعد إدانته بالتهم الموجهة إليه، والتي تشمل “إهانة موظفين عموميين أثناء أداء مهامهم، إهانة هيئة منظمة، التحريض على ارتكاب جناية أو جنحة عبر وسائل إلكترونية، والتحريض على التمييز والكراهية”.

وكان الناشط الإسلامي، المعروف بمواقفه الاحتجاجية ضد “التطبيع”، قد اعتُقل في الخامس من فيفري الماضي، وتمت متابعته في حالة اعتقال. وشهدت جلسات محاكمته تنظيم وقفات احتجاجية متزامنة، رفع خلالها المحتجون شعارات تندد بتقييد حرية التعبير واستهداف المناهضين للتطبيع.

أثار الناشط رضوان القسطيط ردود فعل غاضبة بعد نشره تدوينة عقب تنفيذ عملية الطعن في تل أبيب من طرف أمريكي من أصول مغربية، والتي تضمنت عبارات قدحية مثل “الخنازير والكلاب” كما تناولت مسألة “العنصرية”.

وجاء توقيف القسطيط من قبل السلطات المغربية ضمن ما اعتبرته جماعة “العدل والإحسان” اعتقالًا سياسيًا يستهدف حرية التعبير وتكميم الأفواه، وأكدت أن إدانته جاءت بسبب مواقفه وتدويناته التي تدعم فلسطين وتعارض التطبيع، فضلاً عن دفاعه عن الحقوق والحريات في المغرب. وأضافت الجماعة أن الحكم يعد “قاسيًا” ويأتي في سياق حملة ضد العديد من النشطاء والمناضلين المدنيين والسياسيين.

وأكدت “العدل والإحسان” أن الحكم جاء متناقضًا مع سير المحاكمة ومرافعات الدفاع التي شارك فيها أكثر من 60 محاميًا من داخل وخارج هيئة طنجة، والتي كشفت عن “فراغ الملف” و”طابعه السياسي”. كما دعت العديد من الإعلاميين والحقوقيين إلى إيقاف المحاكمة وتمتيع القسطيط بحرية التعبير.

وشهدت جلسة النطق بالحكم تنظيم وقفة احتجاجية أمام المحكمة الابتدائية في طنجة تضامناً مع القسطيط، حيث رفع المحتجون شعارات منددة، وتواصلت الوقفة لمدة ثلاث ساعات تقريبًا. كما عبر المحتجون عن دعواتهم لوقف المتابعة القضائية بحق الناشط الحقوقي، مؤكدين أن اعتقاله يدخل في إطار التضييق على الأصوات الداعمة للقضية الفلسطينية والمعارضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني.

من جانبها، عبرت “الفدرالية المغربية لحقوق الإنسان” عن استنكارها للحكم، ووصفت القرار بـ”القاسي”، مطالبة بإطلاق سراح القسطيط فورًا. كما دعت الهيئة الحقوقية الجهات المعنية إلى تغليب “صوت العقل والحكمة” بدلاً من سياسة الترهيب التي طالت العديد من أبناء الوطن في الآونة الأخيرة، مشيرة إلى أن اعتقال القسطيط يشكل جزءًا من موجة اعتقالات واسعة طالت نشطاء الحقوق والحريات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *