آخر الأخبار

إذاعة فرنسية تستبعد محللاً بعد مقارنته بين جرائم الاستعمار الفرنسي والنازية

قررت إدارة راديو RTL الفرنسية، التابعة لمجموعة M6، استبعاد الصحافي والمحلل السياسي جان ميشيل أباتي “مؤقتًا” من الظهور على الأثير، إثر تصريحاته المثيرة للجدل التي أدلى بها يوم 25 فيفري حول حقبة الاستعمار الفرنسي للجزائر.

ويُعد جان ميشيل أباتي من الشخصيات المعروفة في الإعلام الفرنسي، حيث يقدم عمودًا سياسيًا يوميًا في برنامج “Quotidien” الشهير، بالإضافة إلى مشاركته في برامج راديو RTL، خلال الحلقة المذكورة، قال أباتي إن فرنسا ارتكبت “المئات من المجازر” في قرية أورادور-سور-غلان، وهي قرية قُتل فيها سكانها على يد النازيين خلال الاحتلال، وذلك خلال فترة استعمارها للجزائر. هذا التصريح أثار موجة من الانتقادات الواسعة، خاصة من سياسيين من اليمينين المحافظ والمتطرف.

في تلك الحلقة، أثارت تصريحات أباتي غضب الحضور على البلاتو، وخصوصًا فلورنس بورتيلي، نائبة رئيس حزب “الجمهوريين” اليميني، التي وجهت له انتقادًا حادًا قائلة: “ما فعلته للتو هو إهانة للشعب الفرنسي!”، وهو ما جعل النقاش يشتد.

خارج البلاتو، أشعل التصريح موجة من الغضب على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انتقده بعض الشخصيات اليمينية، بما في ذلك إريك سيوتي، الذي علق قائلاً: “اعتقدت أن وزير الداخلية برونو روتايو قد طرد جميع المؤثرين الجزائريين، لكن يبدو أن هناك واحدًا لا يزال موجودًا على RTL”. كما كتب جوردان بارديلا: “يجب أن تتعمق في الكتب لفهم المحنة التي تسببت فيها فرنسا في بعض الأحيان. رفض القيام بذلك يعني حرمان نفسك من معرفة تاريخ بلدك”.

من جانبه، أعلن توماس سوتو، مقدم البرنامج على RTL، والذي يشارك فيه أباتي عادة كل يوم أربعاء، أن غياب الأخير في هذا الأربعاء كان نتيجة النقاش الذي دار يوم الثلاثاء الماضي حول الجزائر، حيث قارن أباتي بين بعض الأعمال التي ارتُكبت أثناء الاستعمار الفرنسي في الجزائر والجرائم النازية، وهو مقارنة اعتبرتها إدارة RTL غير مناسبة.

فيما أكدت زميلته أماندين بيغو أن أباتي رفض الاعتذار أو التراجع عن تصريحاته، وهو ما اعتبرته الإدارة حقًا له، فطلبت منه أن يبقى بعيدًا عن الأثير في تلك الفترة.

بدوره، رد أباتي عبر برنامج “Arrêt sur image” على قناة فرانس 5، معتبرًا أن الإذاعة تعاملت مع الأزمة “بقدر كبير من الفهم والذكاء”، وأعلن عن عودته “بشكل طبيعي” إلى الأثير في الأربعاء المقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *