يصل الثلاثاء الى الجزائر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بزيارة رسمية يشرف خلالها رفقة الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، على أشغال الدورة الثانية لمجلس التعاون رفيع المستوى الجزائري-التركي، حسب ما أفاد به مساء يوم الإثنين بيان لرئاسة الجمهورية بالجزائر.
وشهدت العلاقات الجزائرية – التركية في السنوات الأخيرة تطورا لافتا، وأكدا عديد المرات على التوافق السياسي بين البلدين حول أبرز الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك, سيما القضية الفلسطينية.
و و تناول الرئيسان تبون وأردوغان خلال مكالمة هاتفية جمعتهما الشهر الماضي موضوع هذه الزيارة والعلاقات الثنائية وبحثا التطورات والمستجدات الأخيرة في الأراضي الفلسطينية.
و زار الرئيس تبون تركيا شهر يوليو الماضي, و بلغت قيمة المبادلات التجارية بين البلدين 5 مليار دولار لتصبح الجزائر بذلك ثاني شريك تجاري لتركيا في إفريقيا, فيما بلغ حجم الاستثمارات التركية بالجزائر 6 مليار دولار, ويسعى الطرفان لرفعها الى 10 مليار دولار على المدى المتوسط.
و تعد تركيا أول مستثمر أجنبي خارج قطاع المحروقات بالجزائر, حيث توسع نشاط المؤسسات التركية ليبلغ تعدادها حوالي 1500 شركة تغطي مجالات مختلفة وتساهم في توفير أكثر من 30 ألف منصب شغل.
و لتقوية الشراكة بين الجزائر وتركيا, اتفق الرئيسان في لقاءاتهما السابقة على فتح مجال الاستثمار في ميادين جديدة، وهو ما من شأنه أن يؤسس لمرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين, خاصة مع إعادة انتخاب رجب طيب أردوغان رئيسا لجمهورية تركيا شهر يونيو الماضي.
و تحضيرا لهذه الزيارة, قام وزير الشؤون الخارجية الجزائري, أحمد عطاف, بزيارة عمل إلى أنقرة شهر سبتمبر الماضي, أبلغ خلالها الرئيس التركي رسالة شفوية من الرئيس تبون واستعرض معه التطور النوعي الذي تشهده العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات والتأكيد على تطلع قائدي البلدين إلى تثمين المكتسبات المحققة وإحاطتها بكافة سبل العناية والتأطير.
و كشف بنفس المناسبة عن التحضير لمجموعة من الاتفاقيات الثنائية بين الجزائر وتركيا, سيتم التوقيع عليها خلال زيارة الرئيس التركي إلى الجزائر, تشمل مجالات عدة مثل التجارة والاستثمار والطاقة والتعليم والثقافة.
كما تم الاتفاق على العديد من الخطوات العملية التي من شأنها إثراء الإطار القانوني للتعاون الثنائي ومواصلة العمل على تحضير مجموعة من الاتفاقيات.
و علاوة على قطاعات هامة مثل الحديد والصلب والنسيج والبناء والأشغال العمومية التي صنعت أهم النجاحات الثنائية, توسعت الشراكة الاقتصادية الجزائرية – التركية إلى مجالات جديدة، على غرار الطاقات المتجددة والمناجم والزراعة الصحراوية والصناعة الصيدلانية في ظل تواصل الجهود لتعزيز التعاون في مجالات الثقافة والتعليم العالي والبحث العلمي والصحة.
و كانت الجزائر من أولى الدول التي شاركت في عمليات الإغاثة إثر الزلزال الذي ضرب شمال تركيا شهر فبراير الماضي ونال أفراد البعثة الجزائرية المشاركة في عمليات إنقاذ وإغاثة المتضررين إشادة واسعة.
و أعرب السفير التركي الجديد بالجزائر, محمد مجاهد كوتشوك يلماز, في تصريح له عقب تسليمه أوراق اعتماده للرئيس تبون, قبل أسابيع, عن عزم بلاده على تعزيز العلاقات الممتازة مع الجزائر, معتبرا ان كثافة الزيارات الرسمية بين مسؤولي البلدين هي دليل على المستوى الرفيع الذي بلغته هذه العلاقات.