أبواق الدعاية المزدوجة للاحتلالين الإسرائيلي والمغربي تهاجم جنوب افريقيا بجنون

الانتصار الدبلوماسي والحقوقي الكبير الذي أنجزته جنوب افريقيا بإدانة الكيان الإسرائيلي في محكمة العدل الدولية لا زال يثير حالة جنون وغضب كبير في الأوساط الموالية للاحتلال، التي زاد جنونها بعد أن أعطت الجزائر لقرار المحكمة روحا ونفسا جديدين بطلب اجتماع عاجل لمجلس الامن الدولي يدرس مشروع قرار دولي يترجم الصيغة التنفيذية لقرار المحكمة، بوقف العدوان الإجرامي للاحتلال على قطاع غزة ومنع تهجير الشعب الفلسطيني.
آخر صدى لحالة الجنون يظهره الضابط السابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي، صمويل بنسيمون، صاحب موقع البروباغاندا الاستعمارية المسمى “ساحل انتلجنس” بتهجمه المزدوج على كل من الجزائر وجنوب افريقيا، لدعمهما معا القضيتين الفلسطينية والصحراوية.
بن سيمون الذي تحول بعد خروجه من الخدمة الرسمية لجيش الاحتلال إلى بوق إعلامي ودعائي مزدوج للكيان الإسرائيلي الذي يمثله وللنظام المغربي، يدفعه انحداره من عائلة يهودية استوطنت مدينة فاس وشكلت أحد أقطاب النفوذ السياسي والمالي فيها منذ عقود طويلة، راح هذه المرة يقذف الجزائر وجنوب افريقيا بنفس الاتهامات الساذجة والمضحكة التي ترددها الأبواق الموالية للاحتلالين المغربي والإسرائيلي، واصفا البلدين بدعم الإرهاب ممثلا حسبه في حركة حماس الفلسطينية وجبهة البوليساريو، متناسيا ان القضيتين مدرجتين فعلا في كل المواثيق الأممية والدولية كقضيتي استعمار يتنصل الاحتلال في البلدين من التزاماته اتجاه القانون الدولي ويمعن في ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية ضد شعبين أعزلين وينهب ثرواتهما.
وليست هذه المرة الأولى التي يهاجم فيها هذا البوق الإعلامي، مزدوج الخدمة، الجزائر وجنوب افريقيا، لمواقفهما المتقدمة في نصرة حركات التحرر، فقد سبق أن شن حملات مماثلة ضدهما عندما وقف البلدان الأفريقيان ضد محاولات إسرائيل وداعمها المغرب لدخول الاتحاد الافريقي من باب العضو الملاحظ، ونجحا فعلا في صد الباب في وجهها مطلع العام الماضي.
تماما كما فعلا معا ضد محاولات المغرب بدعم من اللوبي الإسرائيلي تجميد عضوية الجمهورية العربية الصحراوية في الاتحاد الافريقي.
ما يثير غضب وقلق الأوساط الموالية للاحتلالين المغربي والإسرائيلي هو هذه السمعة الكبيرة التي أصبحت جنوب أفريقيا تحظى بها، لتعزز ذلك الخط التي رسمه الزعيم الراحل نيلسون مانديلا في نصرة القضيتين الفلسطينية والصحراوية، وخوفهما من خطوات أخرى مستقبلا تزيد من عزلتهما وإدانتهما من قبل المجتمع الدولي.