النضج السياسي مثل ثمرة الشجر..يصيبها الخمج عندما يفوتها القطف، وتصبح من حظ الدود ونمل الأرض وحشرات كثيرة أخرى..هذا ما يبدو عليه تماما بيان وقّعه 11 شخصا يتقدمهم كريم طابو المطرود من الأفافاس من قبل المرحوم الزعيم حسين آيت أحمد، قبل سنوات.
البيان يدعو ببساطة إلى “وقف المسار الانتخابي”، لوجود “ديكتاتورية حاكمة وفشل على عدة أصعدة”!!
من شيم الرجال في السياسة أولًا، ألا يمارسونها موسميًا كلما حلّت الانتخابات، وثانيًا ألا يمارسونها كممارسة ركوب الموج كما هو الحال مع العديد الذين أفرزهم حراك 2019.
حال مجموعة ال 11 في عمومها تواجه مشكلة بسيكولوجية خطيرة، يقفون ضد الرأي الذي كانوا في عهد بوتفليقة معه إذ كان بعضهم، موالٍ للنظام الانتخابي الأكثر تزويرًا في تاريخ الجزائر المستقلة ومنهم، كريم طابو الذي قبل “انتخابات الكوطة” التي أدخله البرلمان، وعاش فضيل بومالة في برلمان ضحك منه القاصي والداني من داخل وخارج الجزائر، وهو برلمان نافخ الناي،عمار سعداني، بل ولم ينل حتى شرف البقاء فيه، ورضى”زمامري” عليه، إذ طرده من مديرية الإعلام واستبدله بشريف رزقي مدير صحيفة الخبر لاحقًا.
ودافع البعض من هذه المجموعة رغم وجهة نظر الشعب الجزائري في حراكه، الذي سماهم بالعصابة، وذلك تحت مسمى”حق الدفاع”!
باقي المجموعة شخوص مجهولة لدى الرأي العام، تتخذ من هؤلاء إزارا للمراهنة على المجهول لعله يُنير ذهبا في أعينهم.
هذه هي الهوية السياسية لجوقة البيان التي تريد للجزائريين الذين يقفون كأمثالهم من الأمم على أعتاب الحرب العالمية الثالثة، تريد لهم أن يدخلوا في المجهول ، استنادًا على تضليل وتغليط، لم يعد يدفع من أجله أحد الأموال لإفلاس فلسفته، حتى وإن كان لايزال يساور العصابة حلم العودة.
اعترف للجزائر خلال السنوات الخمس الماضية، العدو قبل الصديق، بالإقلاع عن سنوات الفساد والدمار الاقتصادي.